لو كانت لدي سلطة السيد أردغان، لما نسيت سنوات النضال مع “نجم الدين أربكان” ونحن قليلون مستضعفون نخاف أن يتخطفنا الناس، واليوم تكرم علينا الله تعالى بحب من الناس كبير وجمهور من الذين أحسنوا بنا الظن عريض. ولا نسيت أن الكفر ملة واحدة مهما تجمل وتزين…
آه لو كانت لدي سلطة السيد أردغان ، لما فرطت في حديقتي الخلفية من الإسلاميين الذين كانوا معي يدا واحدة على الخصوم الحقيقيين. ولجعلتها منطلقا لإقامة دولة الحق والقانون والحرية والعدالة، بل ولجعلتها قبلة لكل محروم أو مظلوم وحققت أمال شعوب إسلامية لطالما حلمت بدولة رجل لا يظلم عنده الناس…
لو كانت لدي سلطة السيد أردغان ، لتكلمت قليلا واشتغلت كثيرا في ظل ما توفر من ظروف وفرص نادرة في تاريخ تركيا الحديثة. و لما فتحت جبهة خصوم الداخل مع جبهة خصوم الخارج في وقت واحد ، ولما ادخرت وسعا في ولوج الاتحاد الأوروبي من أجل المستقبل البعيد…
آه لو كانت لدي سلطة السيد أردغان، لتجاوزت كل ما من شأنه التشويش على علاقتي المتميزة بالعالم الإسلامي و العربي مثل التطبيع مع الصهاينة والتورط في المواجهة المباشرة مع مصر وسوريا ولما تفرجت على ما يحدث في غزة…
لو كانت لدي سلطة السيد أردغان، لجعلت شعاري في حاشيتي و بطانتى حديث رسولنا الكريم حول بائع المسك ونافح الكير. ولكان أول عملي في قضية فساد 2013 الدعوة إلى لجنة تحقيق عاجلة للبث في ما يروج، وما تركت الباب مشرعا لكل تأويل أو تفسير. ولما فرطت في عدد من العقلاء من أمثال عبد الله غول و بولنت أريتش وداود أوغلو…
لو كانت لدي سلطة السيد أردغان، لاقتفيت أثر السلطان الفاتح في مجال العدل والحريات حيث كان يرسل بعض رجال الدين من النصارى ليتحسسوا أخبار الناس وأحوالهم في العدالة ثم يطلعوه على ذلك، ولما أقدمت على اعتقال الناس بمجرد الشبهة…
آه لو كانت لدي سلطة السيد أردغان، لصنعت رجالا من طينة فتح الله كولن ليكونوا امتدادا للمدارس على غرار مدارس مسجد السلطان الفاتح بالقسطنطينية ليكونوا سفراء للمحبة والسلام بين الدول اليوم.
لو كانت لدي سلطة السيد أردغان، لاستفدت من درس تشويه سيرة الصالحين كما فعل خصوم الدولة العثمانية بسيرة السلطان الفاتح حتى صوروه يخطف الأطفال، ثم يربيهم ليلحقهم بجيشه الظالم الشرير في نظرهم.
لو كانت لدي سلطة السيد أردغان، لقربت مني فتح الله كولن كما قرب السلطان الفاتح العالم الكبير أحمد الكوراني(ت1488م)، ولجعلته كبير المستشارين، فقلما خاب ظنه وتقديره للأمور والقضايا التي نظر إليها منذ سنوات، كقضية إيران وسوريا وإسرائيل وفلسطين وغيرها من القضايا الحارقة اليوم… بل ولاتخذت هذا الرجل العبقري مركبا للوصول إلى كل فج عميق من أرجاء هذا المعمور للتعارف والتعاون وتقديم قيم الإسلام العظيمة كما فهمها هذا المفكر، ونقول لكل العالم أنظروا هذا هو ديننا…
آه لو كانت لدي سلطة أردغان، لأدخلت فتح الله كولن إلى تركيا دخول الفاتحين ولاستقبلته في حفل بهيج ولجعلته تاجا على رأسي وفاخرت به كل دول المعمور…