عواصم العالم (الزمان التركية): لايخفى على المتابع للشأن التركي محاولات الرئيس رجب طيب أردوغان لمد نفوذه وهيمنته على المنطقة عبر توظيف الإخوان المسلمين في دول العالم العربي التي شهدت إضطرابات تحت مسمى الربيع العربي وكذلك الدور الذي لعبه في تضخيم مخاوف الغرب من الإسلام واتساع نطاق ظاهرة ما يسمى بالإسلاموفوبيا بسبب خطابه المتطرف المعبر عن الإسلام السياسي المستند إلى العنف.. التعليقات التالية ترصد ذلك:
لانشكك في تنامي ظاهرة الخوف من الإسلام في أوروبا والغرب بصفة عامة، ولكن أمثال أردوغان وحاشيته الذين ينتمون إلى تيار “الإسلام السياسي” ويقدمون رؤية متطرفة للدين الإسلامي، هي التي تساهم في تنامي هذه الظاهرة، وأن سياسة ابتزاز أوروبا بالتطرف والمهاجرين اللاجئين الأبرياء الباحثين عن ملاذ آمن، لا تعكس خلق الإسلام والمسلمين بل تشير إلى انحدار أخلاقي وأداء سياسي سيئ لا يعكس أي خلق ديني أو عقائدي سليم.
(موقع سبوتنك عربي)
كان من الممكن للظاهرة الاردوغانية أن تعمر طويلاً، لو أنها بقيت في حدودها الاقتصادية وساهمت في اثراء التنمية في المنطقة باقتراحاتها، من غير أن تتوسع في اظهار عدوانيتها ازاء الدول الآخرى، من خلال تبنيها الخط الإخواني ومحاولة فرضه، لأن تركيا بسبب ذلك المسعى حذت حذو ايران في تصدير ثورتها إلى البلدان المجاورة. (فاروق يوسف، ميدل است اونلاين)
يعد طيب أردوغان الأكثر تأثيراً على مجريات الأمور في الشرق الأوسط وبخاصة في ما يتعلق بمسألة جماعات الإسلام السياسي، منذ ظهر أردوغان على الساحة السياسية، لم يعد خافياً تطرفه الفكري الذي تعود جذوره إلى منهج تنظيم الإخوان المسلمين، كما ظهر بوضوح طموحه الكبير في إعادة تأسيس الدولة العثمانية الكبرى ومن ثم الخلافة الإسلامية، سعى أردوغان لتنصيب نفسه زعيماً لمسلمي العالم، فأقام شبكة علاقات واسعة مع الدول الإسلامية وعدد من الحركات الإسلامية حول العالم، كان حلم أردوغان أن تقوم في المنطقة أنظمة إخوانية تسير على نهجه وتُنَصِّبه خليفة للمسلمين، عمل أردوغان، بتشجيع من أوباما، على تشجيع ثورات داخلية ضد الأنظمة الشمولية في المنطقة، فقام بتحفيز تلك الحركات وغيرها على التمرد ضد النظم الحاكمة في بلادها، لهذا كان أردوغان أحد الأذرع الخفية وراء الأحداث التي وقعت في تونس ومصر وسوريا واليمن وليبيا في نهايات عام 2010 وبدايات عام 2011.
(جوزيف بشارة، موقع إيلاف)
يبقى القول أن تركيا ستبقى في عين العاصفة، وسيكون من الصعوبة بمكان أن تبتعد عن عوامل الاضطراب في تركيبة النظام، الأمر الذي ربما يُحدت تحولات هيكلية في سياستها الداخلية والخارجية على السواء في المستقبل القليل المنظور.
(محيط شبكة الإعلام العربية)
https://youtu.be/KbF86IyriPE