لندن (الزمان التركية) – نجح فريق من الأطباء في إثبات فعالية دواء Ocrelizumab في إبطاء تلف الدماغ الناجم عن الإصابة بنوعين من مرض التصلب المتعدد، ليصبح بذلك أول دواء يظهر نتائج إيجابية في المراحل الأولى من هذا المرض.
وأشار الأطباء إلى أن الدواء يعتبر علامة فارقة في علاج مرض التصلب المتعدد، حيث يعمل على تغيير الجهاز المناعي في جسم المريض.
وأجريت تجارب على هذا الدواء لطرحه في الولايات المتحدة وأوروبا، ونشرت النتائج في دورية “نيو انغليند” للطب.
ويعمل العقار الجديد على قتل جزء من الجهاز المناعي للمريض – التي تسمى خلايا بي- والتي تلعب دورا في استهداف “الغمد المايليني”.
وشملت التجارب 732 مريضاً مصاباً بمرض التصلب المتعدد، اونخفضت نسبة المرضى الذين ساءت حالتهم – بعدما تناولوا هذا الدواء الجديد – إلى 33 في المائة مقارنة بـ 39 في المائة ممن لم يعطوا الدواء الجديد.
وأظهرت التجارب أن المرضى الذين أعطوا الدواء الجديد سجلوا وقتاً أفضل لمشي 25 قدماً كما أن نسبة ضمور المخ انخفضت لديهم.
وقال البروفسور غافين جيوفاني من كلية لندن للطب وطب الأسنان وجامعة بارتس إن “النتائج التي أظهرتها هذه الدراسات لديها القدرة المبدئية على تغيير الطريقة التي نعالج بها مرض التصلب المتعدد الناكس المتردد والمترقي”.
ويعاني أكثر من مائة ألف شخص من مرض التصلب المتعدد في المملكة المتحدة، وواحد من خمسة من هؤلاء المرضى يعانون من مراحل متقدمة من هذا المرض.
وقال الدكتور الينغ ماكهون الذي يرأس التجارب السريرية في مجتمع مرض التصلب المتعدد إنها أخبار عظيمة للمرضى المصابين بالمراحل الأولى لهذا المرض.
وأضاف ماكهون “أنها المرة الأولى التي يتوصل الأطباء إلى دواء يقلل من نسبة تطور الإعاقة لهذا النوع من مرض التصلب المتعدد، مما يعطي أملاً لهم”.
وصرح جيوفاني في مقابلة مع “بي بي سي” أن مرضى التصلب المتعدد في المملكة المتحدة قد يصابون بخيبة أمل، إذ أن هذا الدواء قد لا يتوفر لكافة المرضى الذين يعالجون على نفقة هيئة الخدمات الصحية، إذ أنه قد يكون باهظ الثمن.
وأشار إلى أن شريحة محدودة من المرضى سيتوفر لهم هذا الدواء.
وينتج مرض التصلب المتعدد من هجوم الجهاز المناعي للمريض على الجهاز العصبي، مما يصيب الأغشية الحامية للأعصاب التي تسمى “الغمد المايليني” الذي يساعد على انتقال الإشارات العصبية للشريان.
ويمنع أي عطب يصيب ” الغمد المايليني” الشرايين من القيام بعملها بطريقة صحيحة وكذلك لا تصل الرسائل التي تعُطي من الدماغ إلى الجسم، وهذا ما يؤدي إلى الإصابة بعوارض عدة ومنها، صعوبة في المشي والإجهاد وعدم وضوح في الرؤيا.
وقد يسوء المرض ليعرف باسم مرض التصلب المتعدد المتردد، أو يأتي بصورة موجات من المرض والتماثل للشفاء ويسمى مرض التصلب المترقي.
وكلاهما لا يمكن علاجهما رغم وجود أدوية للمرض الثاني.
https://youtu.be/pOf2jfxBZ8I