تقرير: سركان جول أوغلو
يُشكِّل الأطفال أكثر من نصف أعداد اللاجئين السوريين الوافدين إلى تركيا والبالغ عددهم أكثر من مليونين ونصف المليون.
ترك الأطفال الذين لجؤوا إلى تركيا الآمنة هرباً من بلادهم لمواجهة الموت والخطف والاستغلال والتوظيف بشكل غير قانوني والتسوّل. رغم إعلان السلطات التركية وجود مليونين ونصف المليون سوري مقيدين في سجلاتها الرسمية، لجؤوا إليها هربا من الحرب الدائرة في سوريا منذ عام 2011، إلا أنه يُتوقع أن يكون هذا الرقم قد تجاوز ثلاثة ملايين لاجئ سوري. كما تشير الأرقام الرسمية إلى أن أكثر من نصف السوريين الوافدين إلى تركيا هم من الأطفال.
باتت مشاهد الأطفال الذين يحاولون بيع المياه وغيرها في إشارات المرور والمتسولين في الطرقات والنائمين في أحضان أمهاتهن على الأرصفة والذين يعملون في أشغال غير قانونية وهم جياع أموراً مألوفة في تركيا. كما أن بعض الأطفال السوريين غير المسجلين مختفون، والبعض يتم استخدامهم عمالاً، والبعض الآخر يعيش خارج المخيمات. وكل هذا نابع من عدم تعقب السلطات لعمليات الدخول غير القانونية التي تتم من الحدود والسوريين المنتشرين في أرجاء المدن التركية.
وأفاد تقرير منظمة هيومن رايتس ووتش ، ومركزها مدينة نيويورك الأمريكية، الخاص بالأطفال السوريين في سن المدارس داخل تركيا أن أكثر من 400 ألف طفل سوري داخل تركيا حُرموا من الخدمات التعليمية. وأوضحت المنظمة في تقييمها لوضع الأطفال السوريين في تركيا أن عدم توفير الخدمات التعليمية للأطفال السوريين يلقي جيلاً بأكمله في التهلكة، حيث إن الأطفال اللاجئين الذين فقدوا الأمل في المستقبل يلقون بأنفسهم في التهلكة إما بالمخاطرة بالعودة إلى بلادهم أو الخروج في رحلة الموت صوب أوروبا.