السليمانية (العراق) (الزمان التركية) – أكد الدكتور ناصر فتاح نصر الله المدرس بمعهد العلوم الإسلامية وكلية الخطابة في السليمانية في شمال العراق أن حركة الخدمة هي حركة تقوم على بناء الإنشان وتنميته ولا يمكن أن يعقل انخراطها في عمل سياسي أو التدبير لانقلاب عسكري لأن هذه الحركة لديها أهداف أسمى من الانشغال بمثل هذه الأعمال المذمومة.
وقال نصر الله في تصريح لـ ” الزمان التركية” إنه رغم حبي للفكرة السياسية الإسلامية التي تحكم في تركيا والتي أرى ثمارها يانعة وجميلة ولها دورها في تقديم فكرة رائعة عن الإسلام وأنه دين الحضارة فإن ذلك لا يثنيني أو يحجبني عن أن أقول الحق وأصدع بالمعروف وأبين الحقيقة. وقد كنت ممن أقلقتهم محاولة الانقلاب الفاشلة التي تعرضت لها تركيا ليلة الخامس عشر من يوليو /تموز الماضي ومن انتظروا انتصار الشرعية في تركيا.
وأضاف: ” ما تصورته هو أن تكون النتيجة معاقبة من قام بالانقلاب فعليا، لأن من قام بعمل سيئ لا يجزى إلا مثله. لكن لم يكن ليخطر ببالي أن العاقبة ستكون أعمق وأبعد من ذلك، حيث يُقتل البرئ مع المذنب ويحرق اليابس مع الأخضر ويتهم كل أفراد حركة الخدمة في محاولة الانقلاب الفاشلة، وهذا ما يخالف المنظور العقلي وقبل كل شيء يخالف المنظور الشرعي، الذ حدده قول الله تعالى (ولا تزر وازرة وزر أخرى)، وهذا أمر مرفوض؛ ولايقره الإسلام ولا الإنسانية ولا يقبله ضمير إنسان سوي. فمن قام بفعل شيئ سيئ يعاقب عليه، فمن كان كردياً وقام بعمل سيئ لا يعاقب الأكراد جميعًا بذنبه. ومن كان فارسياً وقام بعمل سيء لا يعاقب كل الفرس، ومن كان تركيا وقام بفعل سيئ يجب أن يعاقب هو فقط لا كل الأتراك”.
وتابع :” إنني من خلال ما قرأت ومن خلال من عاشرت من أناس ينتسبون إلى حركة الخدمة ومن خلال ما قرأته من كتب للداعية فتح الله كولن فإنني على يقين بأن هذه الجماعة جماعة علمية خيرية ثقافية تريد أن تبث روح التنمية الإنسانية في المجتمع، وأعتقد يقينًا أن أهل الخدمة أكبر من أن يتنشغلوا بالتفكير في الانقلاب العسكري لأنهم لا يريدون انقلاباً يقوم به أفراد من العسكر، وإنما عملهم أكبر بكثير وأشقّ بكثير من ذلك، إنما هو تربية الأمة وتنمية الشباب وتنشئة جيل سليم مشبع بروح الأخوة والمحبة لله تعالى وللبشرية وللكون والتعامل السليم مع جميع أطياف المجتمع”.
وواصل الدكتور نر الله:” إن أفراد حركة الخدمة يهتمون بالعلم والمعرفة وهم بفضل ذلك أخذوا الحظ الوافر من كل مجالات الحياة .. يهتمون بالقيم الإنسانية الرفيعة التي لا بد أن يتحلى بها جميع المجتمعات ويبثون الأخلاقيات الفاضلة التي بدونها تكون المجتمعات خاوية ومتأخرة عن ركب حضارة اليوم”.
وأضاف:” هم يسعون إلى إقامة مجتمع يسوده التعايش السلمي والحوار الحضاري والتنافس الشريف بين أطيافه كافة وبين الأفكار والمعتقدات. ومن أهم مرتكزات حركة الخدمة الحب الحقيقي وتنمية هذا الحب بين المخلوق والخالق وبين الناس أجمعين. فسلاحهم هو الحب والمحبة وليس القتل والتدمير كما يزعم البعض، وقد ذاع صيت هذه الحركة في دول أخرى (كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَىٰ عَلَىٰ سُوقِهِ…)، هذه الأشجار الطيبة المباركة بلاشك لها ثمار، وقد رأينا بأم أعيننا ثمار مدارس حركة الخدمة الموجودة في إقليم كردستان العراق حيث تخرج بها كثير من شبابنا”.
وأكد أن على الدولة التركية أن تتعامل بالعدل والإحسان تجاه المنتسبين إلى حركة الخدمة وذويهم كما ما ورد في قوله تعالى (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ)، لكننا نسمع باعتقال الشيوخ المسنين لأن أولادهم ينتمون إلى حركة الخدمة. وهذا أمر شنيع وينطوي على ظلم كبير.
ودعا الأكاديمي العراقي المسؤولين في تركيا وعلى رأسهم الرئيس رجب طيب أردوغان إلى الرجوع إلى مبادئ العدل والإحسان التي أمر الله تعالى بها.