بورصا (تركيا) (زمان عربي) – يشهد جبل أولوداغ في مدينة بورصا شمال غرب تركيا على مدار العام أربعة فصول مختلفة يشهد فيها على جمال كل واحد منها على حدة. فهذا الجبل الذي يرتدي حلته ناصعة البياض في أغلب أوقات السنة يشبه الجنة البيضاء القادرة على أسر القلوب قبل العقول لدرجة أنه قد يجعل من يشاهده غير قادر على معرفة نفسه ويجعل الإنسان يرتاح أيما راحة.
يقع جبل أولوداغ في مدينة بورصا التركية. ويبلغ ارتفاعه نحو 2543 مترًا فوق مستوى سطح البحر، ويعتبر من أكبر مراكز الألعاب الرياضية الشتوية والصيفية في تركيا.
يشتهر خلال أشهر الشتاء بألعاب التزلج على الجليد والاستمتاع بجولة باستخدام التليفريك وسط الطبيعة الخلابة. أمَّا صيفًا فيكون من أفضل أماكن التنزه والاستمتاع بالرحلات الريفية وسط الطبيعة في هضاب صاري آلان، وكيرازلي، والقاضي، وسوبرا.
يشهد جبل أولوداغ إقبالًا كبيرًا من قبل السياح الأجانب والزوار المحليين خلال فصل الشتاء، الذي يمتد من شهر أكتوبر/ تشرين الأول وحتى شهر أبريل/ نيسان من كل عام، يشهد خلالها تساقطا كثيفا للثلوج. ويعتبر الجبل من أفضل وأكبر مراكز التزلج على الجليد في تركيا. كما يتميز بإمكانية مشاهدة مدينة إسطنبول وبحر مرمرة والمناطق المحيطة بها من قمة الجبل في أجواء صافية.
إن كنتم تبحثون عما يمكن فعله في جبل أولوداغ؟
يعتبر جبل أولوداغ من أول المراكز الرياضية التي قد تخطر على البال، عند التفكير في الرياضات الشتوية. يمكن الاستمتاع برياضة التزلج على الجليد على مدار 4 أو 5 أشهر من كل عام. كما يمكن التزلج باستخدام المزلاجات الشخصة المعدنية أو عربات التزلج. بالإضافة إلى إمكانية استكشاف طبيعة المنطقة الخلابة من خلال استخدام الدراجات النارية الجليدية.
ويمكن الصعود إلى قمة الجبل باستخدام التليفريك، كما يمكن تخليد الذكريات وأفضل اللحظات بصحبة الأصدقاء والأحباب من خلال التقاط الصور وسط الطبيعة الخلابة.
نقترح بعد الاستمتاع برحلة الصعود إلى قمة الجبل باستخدام التليفريك، تناول بعض فطائر السجق التي تشتهر بها مدينة بورصا التركية، والاستمتاع بكوب من الشاي التركي بصحبة الموسيقى التركية العذبة، مع حلول المساء، وسط الأصدقاء المجتمعين حول النار المشتعلة في منطقة الفنادق.
وقد يحالفكم الحظ إن صادف تواجدكم في محيط جبل أولوداغ عقد بعض الحفلات الموسيقية التي تضيف روحًا ومذاقًا رائعًا للرحلة.
لكن… لا تذهبوا دون إخبار الآخرين فقد تفقدون الطريق!
أمَّا إذا كنت في جبل أولوداغ في فصل الصيف أو حتى في الربيع، يمكنكم الاستمتاع بالطبيعة الخلابة لمدينة بورصا الخضراء من خلال إقامة المعسكرات الاستكشافية، وتسلق الجبال، والرحلات الخلوية.
على الرغم من أن جبل أولوداغ يعد أحد أهم المناطق في السياحة الشتوية في تركيا إلا أنه يحظى باهتمام كبير من قِبَل السياح العرب في الصيف أيضًا حيث يتدفق إلى هذا الجبل ثلاثة آلاف سائح في جولات يومية.
ففي الشتاء يتحول جبل أولوداغ بحلته البيضاء إلى مغناطيس لجذب الزوار المحليين والأجانب، وكل محبي المشي في الجليد وإقامة المعسكرات. كما يعطي السير في الطبقات السميكة من الجليد متعة أخرى لمحبيها والباحثين عنها. وقد يصل ارتفاع الثلج في بعض الأحيان إلى مستوى الخصر في الطريق المؤدي إلى مناجم التنجستين الموجودة في المدينة، مما يجعل الأمر شاقًا على هواة المشي وسط الجليد، بينما يكون مثيرًا للفرق المتخصصة وأصحاب الخبرات.
ويمكن الاستمتاع برياضة أو هواية إذا كنتم من هواتها في ساعات الصباح الباكر من كل يوم، إذا كنت تقيمون في أحد الفنادق القريبة من الجبل. أمَّا من أراد الاستمتاع بمشاهدة الجبل من على ارتفاع عالٍ خلال فصل الشتاء، يمكن استخدام التليفريك الذي يأخذ الزوار في جولة غاية في الروعة على ارتفاع ألفين و232 مترًا من مستوى البحر.
ولكن… لا تنسوا أن تخبروا المسؤولين أو المشرفين على الرحلة بأي نشاط أو مكان تودون الذهاب إليه في المنطقة، حرصًا على سلامتكم، بالإضافة إلى أن الضباب قد يحل في أي لحظة من اللحظات وقد ينقلب الطقس فجأة، مما يعرض سلامة الزوار للخطر، وقد يتسبب في ضياعهم بعد فقدان الوجهة الصحيحة.
لا تقتصر مفاجآت جبل أولوداغ على الجليد والطبيعة الخضراء والتليفريك فقط، وإنما تظهر أيضًا المفاجآت من خلال البحيرات والأنهار التي تتدفق من قمة الجبل، والتي تتيح لمحبي الرياضات المائية وصيد الأسماك الاستمتاع بهواياتهم.
شلالات آراس (Aras Şealesi)
تقع شلالات آراس على ارتفاع 1700 متر من البحر. وتشكل تلك الشلالات نهر نيلوفير (Nilüfer)، أحد أهم أنهار مدينة بورصا.
منطقة البحيرات
كما ذكرنا من قبل، فإن جبل أولوداغ ليس مجرد مركز للرياضات الشتوية فحسب. وإنما هو مركز أيضا للجذب السياحي، ببحيراته الساحرة أيضًا.
البحيرة المفروشة بالسجاد (Kilimli Göl)
تشتهر البحيرة بهذا الاسم المثير الذي قد يطرح الكثير من علامات التعجب حول نوعية السجاد المستخدم في فرش البحيرة أو ما هو الغرض منه. إلا أن هذا السجاد هو غطاء طبيعي من النباتات والأعشاب البحرية التي تغطي قاع البحيرة طوال فصول السنة. تقع البحيرة على ارتفاع 2330 مترًا من البحر، ويصل عمقها إلى 4.5 متر. وتعتبر المنطقة المحيطة بالبحيرة مكانًا مميزًا لرحلات التخييم والرحلات الخلوية سواء للزوار أو السكان المحليين أيضًا.
البحيرة المتجمدة Buzlugöl
تقع البحيرة المتجمدة بعد تلة صغيرة تفصل بينها وبين البحيرة المغطاة بالسجاد. تتميز البحيرة بتجمدها على مدار السنة حتى شهر أغسطس/ آب. وارتفاعها 2390 مترًا من البحر، مما يجعلها مكانًا مميزًا للهروب من حرارة الشمس في الصيف.
البحيرة السوداءKaragöl
تعتبر البحيرة السوداء من المناطق المثيرة في تركيا، والتي تثار حولها الكثير من الروايات، من بينها أن البحيرة لا يوجد نهاية لها، أي إنها بلا قاع! تقع على بعد 10 دقائق من البحيرة المغطاة بالسجاد، من خلال استخدام الدرب الجبلي الواصل بين البحيرة وبلدة آلاتشام (Alaçam). تقع البحيرة على ارتفاع 2270 مترًا من البحر، وتتمتع بمنظر مخيف للغاية يتناسب مع اسمها المخيف. لا ترى الشمس بشكل كافٍ طوال العام، فضلا عن أنها لا تحتوي على مياه صالحة للشرب مما يجعلها غير مناسبة للتخييم والرحلات الخلوية.
البحيرة ذات المرآة (Aynalı göl)
تقع على ارتفاع 2310 أمتار من مستوى البحر. تعتبر من أكثر البحيرات التي تتعرض للشمس أكثر من غيرها. وقد أطلق عليها أهالي المدينة اسم البحيرة ذات المرآة لأنها تعكس أشعة الشمس بشكل كبير.