غزة (الزمان التركية) – منذ انتهاء حرب صيف 2014 على قطاع غزة ،لم يتوقف أهالي الشهداء عن تنظيم الاعتصامات والمظاهرات مطالبين بحقهم في صرف راتب باسم الشهداء الذين قضوا في الحرب وبقيت مطالبهم دون تلبية منذ ثلاث سنوات.
واعتصم الأهالي أمس داخل مقر الهيئة العامة للاذاعة والتليفزيون في مدينة غزة احتجاجا على تصريح رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمدلله الذي قال مؤخراً إن حكومة الوفاق أعلنت عدم مسؤوليتها عن أسر شهداء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة عام 2014 وبناء على ذلك لم يتم إدراجهم ضمن قوائم أسر الشهداء التي تتلقى مساعدات ومخصصات مالية من الحكومة.
وحاول عددا من أهالي الشهداء لانتحار داخل مقر التليفزيون للتعبير عما يعيشونه من حياة مأساوية بعد قرار الحكومة الأخير، وجرى نقلهم إلى المستشفى ، فيما قرر البعض الآخر من أمهات وزوجات وآباء وأولاد الشهداء، المكوث داخل مقر التلفزيون حتى تحقيق مطالبهم.
وفي حديث لصحيفة الزمان التركية قالت زوجة الشهيد محمد كوارع : ” حياتنا متوقفة على هذا الراتب لان زوجي استشهد بالحرب وانا لا اعمل لتلبية حاجة اسرتي ،وأهل زوجي دائماً يطالبوني بحقهم في الراتب الذي لم احصل عليه بعد ” وأضافت :” عندي بنت تدرس الطب وتحتاج رسوم عالية ومواصلات ومصروفات عجزت عن توفيرها لانه ما في راتب ” .
من جانبها أكدت والدة الشهيد سراج عبد العال : ” حرام اللي بصير فينا ، فقدنا فلذة اكبادنا وكمان فش النا حقوق ولا احترام ولا راتب ” ، ويقول والد أحد شهداء الذين حاولوا الانتحار : ” انا قررت اموت ولا اقعد في البيت مش عارف من وين اجيب مصاريف لاولادى اللى مات اخوهم الكبير كان على الأقل يشتغل ويصرف عليهم ” ، وقال والد الشهيد عبدالله محمد الذي كاد ان يفقد صوته من كثرة الهتاف : ” احنا محتاجين الراتب جدا ، وياريت الحكومة توفره لنا لانه بسيط مش هيضر خزينة الدولة 1000 شيكل لكل واحد ضحى بأعز ما يملك ” وتابع : ” المفترض يكون لنا اكتر من راتب وتقدير مش يتركونا نقعد في الشوارع نطالب براتب “.
بدورها دعت القوى الوطنية والإسلامية في قطاع غزة في رسالة وجهتها للرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى اعتماد شهداء العدوان الإسرائيلي على القطاع صيف عام 2014 وفقًا لأنظمة ولوائح مؤسسة أسر الشهداء والجرحى.
وأضافت القوى:”لا يخفى عليكم الظروف الصعبة والمعاناة المتواصلة منذ 3 سنوات لضحايا العدوان الاسرائيلي أسر شهداء عام 2014، ولم يتم اعتمادهم وفق أنظمة ولوائح مؤسسة رعاية أسر الشهداء والجرحى” ونوّهت إلى أن السلطة تمتنع عن صرف المخصصات المالية لأهالي شهداء عدوان عام 2014 في قطاع غزة؛ بذريعة عدم توفر موازنة مالية، في وقت تصرف راتبًا شهريًا لكل شهيد يرتقي بالضفة المحتلة بغض النظر عن خلفيته السياسية ، وكانت منظمة التحرير عملت على تشكيل المؤسسة لرعاية أسر الشهداء والجرحى والأسرى ولتوفير احتياجاتهم وضمان العيش الكريم لهم، وتعتبر ذلك جزءً لا يتجزأ من النضال والواجب الوطني والأخلاقي والإنساني .
يذكر ان عدد شهداء العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة بلغ نحو 2300 شهيد فيما يوجد 800 أسرة فقدت معيلها الأول، و60 أسرة مسحت من السجل المدني أي ما مجموعه 250 شهيداً, ويبلغ عدد شهداء عدوان 2014م والذين تنطبق عليهم شروط المؤسسة 1943 شهيدا .