طهران (الزمان التركية) – أعرب علي أكبر ولايتي، كبير مستشاري الزعيم الديني الإيراني آية الله علي خامنئي، عن سعادته لزيارة رئيس الوزراء التركي بن علي يلدرم إلى العراق، معربًا عن آماله في تأسيس العلاقات عينها مع سوريا أيضًا.
وقال ولايتي – في تعليق منه على زيارة يلدرم إلى العراق – إنهم سعداء بتضاؤل التوترات بين تركيا والعراق، وعودة العلاقات الودية بين البلدين مرة أخرى، مشيرا إلى أن سعادة شعوب المنطقة تكمن في تجنب التوترات واللجوء إلى التعاون الإقليمي.
ووصف ولايتي الخطوة التي اتخذتها تركيا تجاه العراق بالإيجابية، معرباً عن آمالهم في تأسيس علاقات ودية أيضًا بين تركيا وسوريا، مشيرا إلى أن التوتر في العلاقات بين تركيا وسوريا ليس لصالح البلدين، متمنيا أن تعود العلاقات بينهما مرة أخرى إلى عهد سياسة “صفر مشاكل” التي تبنتها تركيا مع جيرانها.
خلاصة قصة التوتر الأخير بين العلاقات التركية العراقية
وازدادت التوترات بين أنقرة وبغداد عقب موافقة البرلمان التركي على المذكرة التي تسمح للجيش التركي بتنفيذ عمليات عسكرية عابرة للحدود، بما فيها الأراضي العراقية، وتصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والتي قال فيها: “لن يتمكن أحد من الدخول إلى الموصل”. بعدها أعلن البرلمان العراقي استعداده لإعلان تركيا “دولة محتلة”، مما جعل تركيا تعترض على قرار البرلمان العراقي وتدينه بشدة.
ثم دخلت الولايات المتحدة الأمريكية في المشهد بإعلانها أن الجنود الأتراك الموجودين داخل الأراضي العراقية ليسوا ضمن قوات التحالف الدولي، زاعمة أن الجيش التركي لم يأتِ بإذن من العراق وأن وجوده يعتبر احتلالاً.
كما علّق رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي على الوجود التركي داخل العراق بالتعبير عن خوفه من “تحوّل مغامرة الأتراك إلى حرب إقليمية”.
أما رئيس الوزراء التركي بن علي يلدرم فأعلن تحدّي تركيا للعراق والولايات المتحدة بقوله “إن الوجود التركي في العراق سيستمر مهما أعلنت الحكومة العراقية”.
وورد آخر تعليق في هذا الأمر من السفير العراقي لدى أنقرة هشام علي أكبر إبراهيم العلوي حيث أعلن أن موقف بلاده سيتغير إن لم تتراجع تركيا.
من جانبه زعم أردوغان أن حيدر العبادي أهانه قائلا: “أنا لا أتحدث معك، فأنت لست ندّي، وسنفعل ما نشاء في العراق، من هو هذا رئيس الوزراء العراقي؟ أولا الزم حدودك، نحن تلقينا طلبات لإقامة معسكر بعشيقة، بعض الدول تأتي من بُعد آلاف الكيلومترات للقيام بعمليات في أفغانستان وغيرها في كثير من المناطق بدعوى تشكيلها تهديدا لها، بينما يقال لتركيا، التي لها حدود بطول 911 كم مع سوريا، و350 كم مع العراق، إنه لا يمكنها التدخل لمواجهة الخطر هناك، نحن لا نقبل أبدا بهذا المنطق الأعوج، تركيا ليست لديها مطامع ولو في شبر واحد من أراضي وسيادة غيرها، ولا نملك هدفا غير حماية أراضينا وسلامة المسلمين في المنطقة، لا يمكن أن نبقى متفرجين حيال ما يحدث في العراق، ولا يمكن أن نصم آذاننا عن دعوات أشقائنا هناك”، على حد قوله.
وفي رد منه على هذه التصريحات أوضح العبادي أن أردوغان بهذه العبارات يسكب البنزين على النار.
بينما أعلن وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو أن معسكر بعشيقة الذي أحدث أزمة بين البلدين بات غير ضروري.
وتراجعت الحكومة التركية بعد كل هذه التصريحات النارية عن موقفها من العراق وقبل بسحب قواتها العسكرية المنتشرة في العراق.