موسكو (الزمان التركية) – ترى وسائل الإعلام الروسية أن تركيا أصبحت حاليا في جيب روسيا وأنها ستواصل بقائها داخل ذلك الجيب لحين الحصول على جيب أكثر اتساعا وكرما.
فعلى الرغم من التوصل إلى نتيجة إيجابية خلال اجتماع وزراء الخارجية في موسكو والتوصل إلى اتفاق بشأن مباحثات السلام في أستانا، بدأت نقاشات حول التحالف الروسي التركي الإيراني، حيث ترى وكالة أنباء روسبالت الروسية أن روسيا تثق في إيران أكثر من تركيا داخل هذا التحالف الثلاثي، مؤكدة أن أردوغان قد يعرقل أعمال الحلف بشأن القضية السورية.
وتشير وكالة الأنباء الروسية، في مقال حمل توقيع İrina Corbeladze إلى أن تركيا تشارك في هذا التحالف بدوافع ذرائعية كي تتمكن من البقاء على قيد الحياة، وأفادت بأن رؤساء كل من تركيا وروسيا وإيران سيجتمعون في العاصمة الكازاخستانية أستانة منتصف الشهر القادم، وأن كلا من أردوغان وبوتين وحسن روحاني يخططون لبحث الوضع في سوريا والتوصل إلى اتفاق بشأن مستقبل سوريا التي تدمرت بسبب الحرب، موضحة أن وزراء خارجية الدول الثلاث ووزراء دفاعاتهم سيجتمعون قبيل اجتماع رؤساء الدول، ما يدل على أن قيادات الدول الثلاث تستعد بشكل جدي للاجتماع كي لا تصادف أية مفاجآت غير مرغوب فيها.
وأضافت وكالة روسبالت أن البيان المشترك لوقف إطلاق النار الشامل في سوريا تم إعلانه بناء على اجتماع وزراء خارجية الدول الثلاث بالعاصمة الروسية موسكو، مشيرة إلى أن كلا من تركيا وروسيا وإيران أدركت أن الأولوية في سوريا تكمن في مكافحة الإرهاب وليس تغيير النظام الحاكم على الرغم من الفلسفة السياسية السلبية السابقة.
وذكرت روسبالت في مقالها أيضا أن الوضع الذي تم التوصل إليه يشكل هندسة سياسية جديدة على الرغم من تناقضه، مفيدة أن تركيا في البداية كانت منزوية، وابتعد عنها حلفاؤها ولم تحقق تركيا تطلعات الولايات المتحدة الأمريكية، مثلما لم تحقق أمريكا تطلعات تركيا، مما أدى إلى تقلص التأثير الأمريكي على الأزمة السورية، وتولد تأثير متنام لروسيا بدعم إيراني. وأرجعت وكالة الأنباء الروسية سبب انضمام تركيا إلى هذا المثلث إلى دواع ذرائعية كي تظل على قيد الحياة، زاعمة أن روسيا تثق في إيران أكثر من أردوغان الذي يعكس تحركات غريبة الأطوار وغير متناسقة داخل هذا المثلث الجديد، أي أن روسيا تعي خطر اضطراب هذا الكيان على عكس بعض الخبراء.
كما ورد في المقال أن موقع روسيا وإيران قريب جدا من سوريا، غير أن تركيا لها مطامع في الشرق الأوسط بأكمله وليس سوريا فقط، لكن إيران لن توافقها في هذه النقطة، مشيرا إلى أن تركيا وروسيا تختلفان فكريا بسبب جنوب القوقاز، وأن جورجيا وأذربيجان حليفتان لتركيا في المنطقة، مما يدفع موسكو للتقرب من هذا الوضع بشيء من الغيرة لأسباب عسكرية وسياسية، في الوقت الذي قد تنشط فيه قضية شبه جزيرة القرم التي لا تدعم فيها أنقرة روسيا.