لندن (الزمان التركية) – علقت صحيفة التايمز البريطانية على الادعاءات المنتشرة في تركيا، في الآونة الأخيرة، حول انتماء منفذ الهجوم الإرهابي على الملهى الليلي في ليلة رأس السنة بإسطنبول إلى أصول وسط آسيوية، من خلال تقرير حول تدفق عناصر من تلك الدول إلى مقاتلي تنظيم داعش الإرهابي.
وشمل التقرير على تحليل خاص بالباحث الأمريكي “ثيودور كراسيك” من مركز أبحاث “Gulf State Analytics” الأمريكي .. والذي أكد أن تنظيم الدولة “داعش” له استراتيجية مهمة جدا في وسط آسيا، قائلا “يعملون على زيادة تدهور حالة عدم الاستقرار في تركيا، ويحاولون جذب المزيد من المقاتلين من وسط آسيا. هكذا تتم عملية تجنيد المقاتلين”.
والتالي مقتطفات من التقرير الخاص بصحيفة التايمز البريطانية:
“تقول وسائل الإعلام والصحف المحلية التركية إن منفذ حادث الملهى الليلي الإرهابي في إسطنبول من قبائل الأيغور في مقاطعة “شينجان” الصينية وجاء إلى تركيا عن طريق كازاخستان.
ولكن عندما تم نشر فيديو الرجل العجوز، محمد أمين، ذي الذقن البيضاء، الذي يقاتل في صفوف داعش، رغم بلوغه سن 80 عاما، ليحصل على لقب “أكبر مقاتل داعشي في 2015″، نظر الجميع إليه على أنه مضحك وساخر.
إلا أن هذه الواقعة كانت إنذارا. حيث سئم محمد أمين من ممارسات القمع التي تمارسها الصين على قبائل الأويغور المسلمة وهرب منها متوجها إلى سوريا لينضم إلى داعش ليأخذ ثأر ابنه الذي لقى حتفه في الأراضي السورية.
ولكن الغريب في الواقعة أن محمد أمين الذي كان إماما سابقا لم يكن وحيدا، فقد قرر الذهاب إلى سوريا هو وزوجته وابنته وأربعة من أحفاده، تماما مثلما فعل المهاجم على ملهى إسطنبول، بحسب الروايات.
وكانت الحكومة الصينية قد أعلنت في وقت سابق أن عام 2015 شهد هجرة نجو 300 مواطن إلى سوريا للمشاركة في الحرب. الجزء الأكبر منهم انضم إلى صفوف تنظيم “حزب تركستان الإسلامي” المرتبط بتنظيم جبهة النصرة والتي نجحت في ضم عشرات الآلاف من المقاتلين إلى صفوفها خلال الفترة الماضية.
وبحسب الوثائق المسربة على مواقع الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي خلال العام الماضي، فإن تنظيم داعش نجح في ضم نحو 114 مواطنا صينيا. وأغلبهم لم يأتوا بمفردهم بل جاءوا بصحبة أسرتهم، وكأنهم لا نية لهم للعودة إلى ديارهم خلال فترة قصيرة.
يتلقى أطفال وشباب قبائل الأويغور التركية والقرغيز والكازخستان تدريبات على يد عناصر من تنظيم داعش الإرهابي. وبالفعل شوهد في عدد من مقاطع الفيديو الخاصة بالتنظيم، كثير من الأطفال الكازخستانيين.
الأويغور ينخرطون في الجماهير العريضة بسهولة
يعتقد انضمام ما بين 2000 إلى 4000 مقاتل من الدول الأسيوية إلى صفوف تنظيم داعش حتى اليوم؛ من قبائل الأويغور ودول مثل: قرغيزستان، وأوزباكستان، وتركمانستان، وطاجيكستان، وكازاخستان.
وعند النظر إلى هذه الدول نجد أنها تتعرض لضغط وقمع عن طريق أنظمة استبدادية، باستثناء قرغيزستان. فضلا عن أن جميعها دول فقيرة بها تيار محافظ متشدد.
إلا أن الأمر ليس بسهولة الكتابة أو النداءات، فعودة هؤلاء المقاتلين إلى بلدانهم أصبح في غاية الصعوبة. فضلا عن أن بلدانهم أغلقت أبوابها في اتجاه العودة.. بالإضافة إلى ذلك فهم يتمكنون من الانصهار والاندماج مع الجمهور في تركيا بكل سهولة، فجميع هذه الدول، باستثناء طاجيكستان، تتحدث لغات قريبة من اللغة التركية.
القادمون من وسط آسيا يشكلون الفرق الخاصة لداعش
يقول الباحث “تشارلي وينتر” المتخصص في شئون الجهاديين بجامعة “King College” بإنجلترا، إن المقاتلين القادمين من وسط آسيا فرق خاصة جدا، مشيرا إلى أن أغلب العمليات الانتحارية تتم بواسطة هؤلاء المقاتلين.
وكان التيار الإسلامي هو المتصاعد باعتباره بديلا ثالثا عن روسيا والأنظمة القمعية الحاكمة في دول وسط آسيا، التي أعلنت استقلالها وانفصالها عن الاتحاد السوفيتي في عام 1991. فقد أكد الباحث الأمريكي “ثيودور كراسيك” من مركز أبحاث “Gulf State Analytics” الأمريكي، في تحليله أن تنظيم الدولة “داعش” له استراتيجية مهمة جدا في وسط آسيا، قائلا: “يعملون على زيادة تدهور حالة عدم الاستقرار في تركيا، ويحاولون جذب المزيد من المقاتلين من وسط آسيا. هكذا تتم عملية تجنيد المقاتلين”.