(الزمان التركية) قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في الجزء الثاني من حواره مع رؤساء تحرير الصحف المصرية: “إن العلاقات بين مصر والسعودية “استراتيجية وتاريخية ولا تعتريها أي سحاب، وإن سياسة مصر مع العالم الخارجي تتسم بالاعتدال والتوازن والانفتاح واستقلال القرار”.
وأكد السيسي في هذا الجزء من الحوار “أن شحنة المواد البترولية هي جزء من اتفاق تجاري تم توقيعه أثناء زيارة الملك سلمان لمصر في أبريل الماضي، كما لانريد أن للأمور أن تأخذ أكبر من حجمها، لأن الذي يربط مصر بالسعودية هي علاقة أخوية واستراتيجية لا تتأثر بأي شئ”.
وأوضح السيسي أنه لا يوجد أي تناقض بين تصويت مصر لصالح المشروع الروسي والفرنسي في مجلس الأمن، لأن العنصر المشترك لهما أنهما يدعوان إلى وقف إطلاق النار وإدخال المساعدات الإنسانية للشعب السوري، وهذا ما يهم مصر في الوقت الحالي، لذا دعمنا القرارين وصوتنا في صالح كل منهما، وهذا هو الأساس بغض النظر عن من قدم القرار.
سياسية مصر الخارجية
وأما عن سياسة مصر الخارجية مع العالم، فقد أكد السيسي على أن هذه العلاقة تتسم بالاعتدال والتوازن والانفتاح واستقلال القرار، دون الإساءة الإعلامية لأي أحد حتى نحو الدول التي تسئ إلينا، معربا ً أن السياسة المصرية لها وجه واحد وهي أننا لا نتدخل في شؤون الآخرين، ولا نتآمر على أحد وعلاقاتنا قوية ومتينة مع دول العالم شرقه وغربه
لا قواعد عسكرية روسية في مصر
وأعرب السيسي “أن التحذيرات التي أصدرتها سفارات أميركا وكندا وبريطانيا لرعاياها من وقوع “عمل إرهابي كبير” يوم 9 تشرين الأول/أكتوبر قال الرئيس المصري لقد سألناهم عن هذه المعلومات ولم نحصل على إجابة وقالوا إنها فقط تحذيرات في إطار تحسب وحذر.
وحول العلاقات المصرية الأميركية، قال السيسي إنها قوية ومستمرة في مختلف المجالات، أما عن اللقاءين مع مرشحي الرئاسة هيلاري كلينتون ودونالد ترامب، فكان الهدف منهما هو التعريف بحقائق الواقع في مصر، وعرض رؤيتنا للأوضاع في المنطقة، بما يحقق تفهما أكثر لها عندما يتولى الفائز في الانتخابات منصبه، ونحن ندير علاقاتنا بوعي وموضوعية وقد عبر المرشحان كلينتون وترامب عن تقدير كل منهما لما جرى على أرض مصر خلال العامين الماضيين.
في سياق آخر، نفى السيسي الموافقة على إنشاء قاعدة عسكرية روسية في مصر، قائلاً “للأسف بعض وسائل الإعلام المصرية تناقلت الخبر دون أن تسأل وأن تتحقق”، مؤكداً أن الخبر لا أساس له من الصحة ولا قواعد عسكرية لروسيا أو غيرها في مصر.
قضية السلام الفلسطينية
وحول قضية السلام الفلسطينية، قال الرئيس المصري “إنها ستظل هي الأهم والأخطر على مستقبل المنطقة، ومصر على مر السنين تعطي القضية الفلسطينية أولوية قصوى في سياستها الخارجية ونحن نبذل جهداً كبيراً لتحريك عملية السلام”.
وفي نفس السياق أضاف السيسي أنه منذ شهور أطلقت أثناء زيارتي لأسيوط دعوة إلى الشعبين الإسرائيلي والفلسطيني والقيادتين، لإحياء عملية السلام وخرجت عن النص المكتوب لكلمتي من على منبر الأمم المتحدة، ووجهت رسالة مباشرة إلى الشعب الإسرائيلي والقيادة الإسرائيلية للبدء في إجراءات بناء الثقة والدخول في مفاوضات سريعة من أجل الوصول إلى اتفاق سلام يقيم الدولة الفلسطينية المستقلة بجانب إسرائيل.
وأجدد الدعوة لإنهاء النزاع وإحلال السلام، ونحن سنظل نلعب دوراً رئيسياً ومحورياً في قضية السلام، ودائماً نعمل في اتصالاتنا مع الجانب الفلسطيني على توحيد المواقف وتحقيق المصالحة الفلسطينية.