إسطنبول (الزمان التركية) تعرضت قناة (A9) التركية اليوم الخميس التي تتبع لـ”عدنان أوكتار” وما يسمي نفسه بـ”هارون يحيى” لعقوبة مالية من قبل المجلس الأعلى للإذاعة والتليفزيون التركي وذلك بسبب تبرئته لتنظيم داعش الارهابي.
فقد أذاع هارون يحيى في أحد البرامج على قناة (A9) أن العمليات الإرهابية التي ينفذها تنظيم داعش الارهابي داخل الأراضي التركية قد نفذت في الحقيقة من قبل حزب العمال الكردستاني وهناك مساع لتحميل داعش الوقوف وراء هذه الجرائم /على حد تعبيره/.
وقال يحيى – في البرنامج – إنه يحرم قتل عناصر داعش زاعما أن التنظيم إذا ما كان لديه مشاكل فكرية من الناحية الدينية فسببها يعود إلى كتب الحديث من صيح البخاري ومسلم سنن الترميذي التي طبعتها رئاسة الشئون الدينية /على حد قوله/.
جدير بالذكر أن هارون يحيى رجل أعمال تركي، أثار الكثير من الجدل منذ ظهوره، سواء بسبب منهجه العلمي وأفكاره، أو ممارساته الشخصية التي يعدها البعض مخالفة لتعاليم الدين الإسلامي.
ويصف هارون نفسه بأنه “مفكر إسلامي عصري” مناهض للإلحاد والمادية والداروينية، ويعده البعض كأبرز المدافعين عن نظرية “الخلق” في مقابل نظرية التطور، إلا أن الباحث التركي وصاحب الفهم الإسلامي المختلف لم يحظ بأي مصداقية من جانب المؤسسات الأكاديمية المعتبرة حول العالم.
ويحل هارون كمقدم برامج وضيف دائم على قناته A9TV الواقعة في اسطنبول، كما يتابعه أكثر من 200 ألف على صفحته الرسمية على فيسبوك، وتنشر له مقالات أحيانا في بعض الصحف العربية كـ “القدس العربي”.
ولد هارون في 2 فبراير 1956 في العاصمة التركية أنقرة لأسرة قوقازية الأصل، حفظ في صغره شيئا من القرآن ودرس كتب الفقه الحنفي، بجانب إكماله للتعليم الإبتدائي والثانوي في أنقرة، ثم انتقل عام 1979 إلى اسطنبول حيث درس الفلسفة والفنون الجميلة في جامعة “المعمار سنان”، والفلسفة بجامعة اسطنبول.
وفي عام 1980، استطاع هارون جذب العديد من الأتباع من خلال جماعة دينية صغيرة أثناء دراسته بجامعة إسطنبول، حيث كان يصف نفسه حينها بالمفكر المعادي للماسونية والشيوعية، بجانب تأليفه كتابا مكونا من 550 صفحة، يدعي فيه اختراق اليهود والماسونيين مؤسسات الدولة التركية، بهدف “تقويض القيم الروحية والدينية والأخلاقية للشعب التركي”.
الكتاب طُبع – بحسب صحيفة Hurriyet Daily News – نحو 100 ألف مرة، لكن سرعان ما اتهم هارون بتهمة التحريض على ثورة دينية، وسجن على إثرها 19 شهرا، قضى 10 منها في مصحة نفسية، حيث شخص هناك باضطراب الوسواس القهري والشيزوفرينيا.
وبعد إطلاق سراحه توسعت جماعته الدينية بشكل كبير، واتخذت من معارضة نظرية التطور والداروينية شعارا لها، وأنشأت في نفس الوقت مؤسسة بحثية تخدم هذا الهدف، كما يعتقد بعض أتباع هارون أنه المهدي المنتظر.
وفي عام 1991، أُعيد اعتقال هارون في إسطنبول، وأعلن أن الفحص أظهر أن دمه يحتوي على مستوى عال من الكوكايين، ثم صدر حكم ببراءته، لكن الرجل ادعى أن الأمر كان مجرد ابتزاز ليوقف نشاطه الفكري، خاصة أنه كان وقتها يعد كتابا عن تاريخ الماسونية في العالم وعلاقتها بالصهيونية.
ويحاول هارون نشر الفكر الإسلامي بطرق غالبا ما تثير جدلا، خاصة عند حديثه عن وحدة الديانات السماوية، فيما يشكك بعض منتقديه بقدرته على فهم ما يقرأ من نصوص القرآن والعربية لأنه لم يتعلم العربية، لكنه يرد على ذلك بأنه يستعين في ما يكتبه بأناس يتقنون العربية.
وتحيط بهارون مجموعة من النساء التي يسميها “القطط”، واللائي يرتدين معظمهن ملابس تكشف عن أجسادهن بشكل كبير، بجانب خضوعهن لعمليات تجميل.
وبصحبة النساء اللائي يظهرن مع أوكتار في برنامجه، فإنه يقوم بالدعوة إلى فهم جديد للإسلام بخصوص المرأة، إذ يدعو النساء إلى إبراز مفاتنهن وارتداء الملابس المثيرة، ويتضمن برنامجه بعض فقرات الرقص، حيث ظهر في فيديو سابقا والذي انتشر بشكل واسع، وهو يرقص رقصة Gangnam Style صحبة “قططه”.
يشار إلى أن هارون كان قد ذكر في إحدى البرامج التي أذيعت على قناة A9 عام 2014 أنه توعد أنه سيدافع عن إسرائيل بكل ما أوتي من قوة، مشددًا إلى أن الله حمل حماية إسرائيل على رقبته.
وقد حصل هارون عام 2013 على وثيقة ماسونية من الدرجة 33.