الرباط (الزمان التركية) – أطلق “الاتحاد النسائي الحر” وهو منظمة نسائية مستقلة في المغرب صرخة حملت عنوان ” كم امرأة يجب أن تموت كي تغيروا القوانين” لإلقاء الضوء على ما تعانيه النساء في المغرب نتيجة الاعتداءات المتكررة عليهن وعدم توفر الحماية لهن أمام محدودية النظام القانوني الخاص بالمرأة.
وتأتي هذه الصرخة، عقب وفاة فتاة من وسط ريفي فقير، تبلغ 18 عاما تدعى “الحسناء”، والتي عثر عليها جثة بقاع بئر قرب منزل والديها، بعدما تعرضت لاغتصاب جماعي رفقة فتيات أخريات من مجموعة من الأشخاص.
وقالت رئيسة “الاتحاد النسائي الحر” نضال أزهري أن معاناة “الحسناء” بدأت في بيت الرجل الذي كانت تعيش لديه، والذي اتخذها ابنة له بالتبني، حيث تعرضت للاعتداء المتكررة على يديه، لتجد نفسها تنام في محطة القطار ليال متعددة كانت خلالها عرضة لكل أشكال التحرش، مشيرة إلى أن الدافع وراء التجاء الحسناء للمبيت في محطة قطارات العاصمة هو تعرضها لتحرش ومحاولات اغتصاب عديدة من طرف مربيها.
وأوضحت أزهري في فيديو تعبيري عنوانه “الحسناء شهيدة الاغتصاب” أنتجه الاتحاد النسائي، في إطار مبادرة للفت الأنظار إلى وضعية النساء المسكوت عنها، أن جرأة الحسناء على فضح الممارسات التي كانت تتعرض لها ببيت والدها بالتبني كانت وراء خروجها إلى الشارع.
وقالت إن “الحسناء” عثر عليها من طرف مجموعة من الفتيات والشبان، وهم من منحوها عنوان مسكنها، بعد ذلك تسلمتها إحدى زميلاتها تدعى نجوى والتي ستتكفل بها لمدة أسبوع إلى أن يتم تمكينها من الاستقرار في أحد مراكز الإيواء، على أمل أن تستكمل دراستها، غير أن الصدمة كانت قوية حين تلقيها اتصال من سيدة تخبرها بأن الحسناء تعرضت رفقة 15 فتاة أخرى لاغتصاب جماعي على يد مجموعة من الأشخاص.
وعادت “الحسناء” إلى منزل أسرتها بالبادية في منطقة الرماني (غرب البلاد)، لكن بعد أسبوع عثر عليها بداخل بئر في محيط البيت.
وأوضحت أن هذه الفتاة ماتت بسبب رفضها السكوت عن اعتداء التحرش ومحاولات الاغتصاب في منزل مربيها ولأنها فضحت ما يجري في المغرب.
وأشارت أزهري إلى أنه لا توجد قوانين تحمي النساء في هذا البلد، وأن “الحسناء” ليست الوحيدة فقد سبقتها، أمينة الفلالي، وهبة، وجيهان والآن الحسناء من ضمن الأموات.
وتساءلت، في ظل ما تتعرض له النساء من قهر واعتداءات ليس فقط في المغرب وإنما في كامل المنطقة، كم من امرأة يتوجب أن تموت أو تغتصب كي تتغير القوانين وتفرض الحماية للنساء.
والد “الحسناء” البيولوجي الذي كان يقف إلى جانب الجب التي توفيت بداخلها الحسناء، قال إنه يفكر في ردم هذا البئر لأنه لا يتخيل أنهم يستطيعون بعدما حدث الشرب من مائه.