(الزمان التركية) مراسلنا من صنعاء: صقر أبو حسن:
أختار عضو اللجنة التحضيرية لإتحاد الشباب الاشتراكي اليمني بمدينة ذمار (100 كم جنوب صنعاء) ان يحتفي برفافه وسط رفاقه في مقر الحزب بالمدينة, السبت الماضي, بدلاً من صالات الأفراح, مخالفاً بذلك السلوك العام للشباب اليمنيين, في بأدرة إستثنائية.
الشاب “علي أحمد الانمري” الذي تخرج للتو من كلية الهندسة بجامعة ذمار, فضل ان يكون مقر حزبه مكان ينظم فيه عرسه, مبتعداً في ذلك عن مظاهر التفاخر التي ترافق الأعراس اليمنية في العادة.
يتوسط المهندس الاشتراكي المقيل, ويزحم حوله اصدقائه وزملاءه واعضاء من قيادة الحزب في المحافظة, يتبادل معهم أطراف الحديث, بينما تعلو المكان صور مؤسسي الحزب القداما بينهم رئيس الأسبق لدولة جنوب اليمن عبد الفتاح إسماعيل, والذي أعُدم بدون محاكمة خلال أحداث 13 يناير 1986م, الدامية التي ذهب ضحيتها العشرات من قادة الحزب الاشتراكي على يد فصيل أخر داخل الحزب.
وللحزب تجربة سياسية ناضجة, فقد حكم جنوب اليمن عقب الإستقلال من الحكم البريطاني 1972م, حتى تحقيق الوحدة اليمنية 1990م, لينصهر في المكونات السياسية اليمنية, استطاع خلال تلك السنوات ان يخلق دولة سيارية في عمق الجزيرة العربية.
لكنه شهد تراجع في الحضور السياسي خاصة عقب حرب صيف 1994م التي كان الحزب طرفاً فيها مع نظام الرئيس السابق علي عبدالله صالح, انتهت بانتصار صالح على قوات الحزب ودخولة مدينة عدن – معقل الحزب التاريخي- لتبدأ مسيرة انهاك الحزب بأعتقال قادته وإقصى اعضاءه وتشريد نخبة ومفكرية, وتأميم مقراته وممتلاكاته.
وعن تجربة, استضافة مقر الحزب, لحفل زفاف أحد اعضاءه, قال القيادي وعضو اللجنة المركز للحزب “عائض الصيادي” لـ(الزمان عربي): اصبحت الصالات لايقدر أحد على دفع تكاليفها خصوصا في ظروف الناس الحالية وبالذات الفقراء والظروف الامنية وغير ذلك. مؤكداً ان الحزب “وهو نصير الفقراء وكل مبادئة تدعو الى المساواة والعدالة الإجتماعية”.
وتشهد الحياة الحزبية في اليمن فتوراً بعد إرتفاع وتيرة الحرب بين اطراف الصراع اليمني, وتداخل العوامل السياسية والاجتماعية والاقتصادية وحتى الحزبية في اجواء الحرب القاتمة.