واشنطن (الزمان التركية)- يجمع دونالد ترامب الرئيس 45 للولايات المتحدة في شخصيته مزيجاً فريداً من المكونات يجعله رئيساً مميزاً للولايات، من حيث تنوع خبراته بين عالم الأعمال والعقارات والإعلام، ما يعوّض نقص خبراته السياسية.
أكسب الإعلام دونالد ترامب القدرة على الخطابة والتأثير ومواجهة الحشود، ومنحته الثروات والأموال القدرة على الولوج إلى عوالم صناعة القرار، ولم يبقَ له إلا أن يخطو داخل البيت الأبيض، ليحكم السيطرة على مقاليد الحكم. إنه الزواج الأبدي الذي لا انفصام له بين المال والسياسة.
نجح ترامب ترامب في تحطيم كل الحواجز، والفوز بترشيح الحزب الجمهوري لانتخابات الرئاسة الأمريكية، واقترب من المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون، في استطلاعات الرأي قبيل انتخابات، وحقق المفاجأة بالفوز عليها.
وعبر ترامب عن طموحه السياسي في الوصول إلى كرسي الرئاسة الأمريكية منذ عام 1987، ودخل السباق الرئاسي لأول مرة عام 2000 مرشحاً عن حزب صغير، إلى أن جاءت حملة الانتخابات الرئاسية لعام 2016، والتي تفوّق فيها على ساسة محترفين، ليثبت أن السياسة بها متسع للجميع بشرط الإجادة.
أبدى ترامب مواقف متشددة ضد المهاجرين، على الرغم من أنه ولد لأب أمريكي وأم أسكتلندية هاجرت إلى أمريكا في نهاية الثلاثينيات، ووضعته عام 1946 بعد 3 أطفال. ووالده هو أشهر رجال الأعمال بمجال العقارات في أمريكا، فريد ترامب.
وبحسب قناة “العربية” لم يكن المرشح الجمهوري صبياً منضبطاً، ودفعت مشاغباته والده لنقله من مدرسة كيوفورست إلى أخرى عسكرية في نيويورك (الأكاديمية العسكرية)، وهناك تفوّق في عدة رياضات ورُقي إلى درجة “كابتن”.
نشأ “ترامب” في عائلة ثرية، وعاش رغد الحياة، وتخرّج في كلية وارتون بجامعة بنسلفانيا عام 1968 وحصل على بكالوريس في علوم الاقتصاد، قسم التمويل، وأصبح جاهزاً لخوض عالم الأعمال بتأثير جينات الوراثة، ونجح في تكوين ثروات ضخمة. ولم يكن ذلك الفتى المدلل الذي يبدد الثروات، ولكنه عززها وأضاف إليها.
كتب ترامب عن دراسته الجامعية: “بعد أن تخرجت في الأكاديمية العسكرية في نيويورك عام 1964، تقبلت لفترة وجيزة فكرة الذهاب إلى مدرسة الأفلام، ولكن في النهاية قررت أن العقارات التجارية كانت أفضل بكثير. وبدأت الدراسة في جامعة فوردهام، ولكن بعد عامين، قررت أنه طالما كان علي أن أكون في الكلية، لا بد من اختبار نفسي مع الأفضل. وتقدمت بطلب لكلية وارتون في جامعة بنسلفانيا، وبعد أن انتهيت من الدراسة عدت للعمل بدوام كامل مع والدي”.
دخل ترامب عالم تجارة العقارات بقرض من والده بلغ مليون دولار، ثم أدار ثروات والده، ومعظمها عقارات ومشاريع بناء في نيويورك، وبنى ناطحات السحاب، وأهمها ناطحة مانهاتن، 68 طابقاً، فضلاً عن عقارات أخرى متعددة، مثل نوادي الجولف، الرياضة التي يعشقها، وغيرها.
تعرض ترامب في الفترة من 1997 – 1998 لمشاكل مالية وضعته على حافة الإفلاس الشخصي، وتوقفت بعض منشآته عن دفع مستحقاتها وأعلنت إفلاسها، ولكنه عاد من جديد ليتماسك مالياً اعتباراً من عام 1998.
وخلال الفترة من 1996 إلى 2015، قدّم مجموعة من أشهر برامج الترفيه المتلفزة، مثل برنامج “أبرانتيس” (المتدرب) على شبكة “إن بي سي”، وبرنامج مسابقة “ملكة جمال الكون” ومسابقة “ملكة جمال فتيات أمريكا”.
وعبر إمبراطوريته الإعلامية، قام “ترامب” بتسويق سلع وخدمات باسمه في مختلف المجالات الترفيهية والسياحية والتعليمية. وتقدر ثروته الحالية، وبينها فنادق ومتاجر، بنحو 4.5 مليار دولار.
تزوج ترامب 3 مرات: العداءة وعارضة الأزياء التشيكية إيفانا تزيلينيكوف، وأنجب منها 3 أطفال: إيفانكا، ودونالد الابن، وإريك، وتكلف ثرة ضخمة في طلاقها، ثم ارتبط بالممثلة السينمائية مارلا مابليس عام 1993، وأنجب منها ابنته تيفاني، وطلقها عام 1999، ثم تزوج مرة ثالثة من عارضة الأزياء ميلانيا كونس، وهي من أصول سلوفاكية، وأنجب منها ولداً هو بارون ويليام.
وطاردت ترامب خلال حملته الانتخابية، شهادات 11 امرأة عن تعرضهن لتحرشات جنسية من جانبه في أوقات وأزمنة متفاوتة، وهو ما نفاه “ترامب” جملةً وتفصيلاً، وتوعد بمقاضاة “النساء الكاذبات” عقب الانتخابات مباشرة.
https://youtu.be/W8PyfZuF75I