أنقرة (الزمان التركية) – أضافت وسائل الإعلام التابعة للسلطة الحاكمة في تركيا خبراً مزيفاً جديداً إلى قائمة أخبارها الزائفة والدعائية التي تستهدف تشويه صورة حركة الخدمة، حيث زوّرت جواز سفر كاردينال للأستاذ فتح الله كولن وزعمت أنه يتلقى تعليمات من الفاتيكان من خلال شخص قد توفي قبل عشر سنوات!
وقد اختلقت صحيفة “تقويم” الخاضعة للسلطة جواز سفر مزيف وأوردته في خبرها الرئيسي بعنوان “منح جواز سفر كاردينال إلى فتح الله كولن”، ونقلت في خبرها عبارات “نور الدين فيران” الذي كان قريباً من الخدمة قبل أكثر من عشر سنوات، ثم بدأ يسوق ادعاءات لا أصل لها ضد الخدمة طيلة هذه الفترة، واصفة إياه بـ”الصندوق الأسود” للجماعة، على حد زعمها.
وتضمنت صورة جواز السفر التي عثرت الصحيفة عليها من الإنترنت اسم فتح الله في خانة الاسم، وكولن في خانة اللقب، بينما كُتب في خانة تاريخ الميلاد 24 أبريل/ نيسان عام 1942، أما تاريخ الصدور فكان 30 مايو عام 1999، ومدة الصلاحية حتى 25 مايو عام 2019.
لكن الصحيفة التي أعدت جوار السفر المزيف الساري لمدة 20 سنة نسيت أن تغِّير اسم المالك الحقيقي لجواز السفر في الجزء السفلي، حيث يظهر في الجزء السفلي بالخط العريض اسم مالك جوار السفر وهو دومينيكو باراديس. ولم يتم تغيير الرقم التسلسلي لجواز السفر أيضا وهو KK0000000.
وتضمن جواز السفر صورة حديثة لفتح الله كولن التقطت بعد التاريخ الذي زعمت الصحيفة أن الأستاذ كولن حصل على جواز سفر كاردينال. وفيما يلي عرض لأوجه التناقض لجواز السفر المزيف الذي عرضته الصحيفة:
– صور جواز السفر الأصلي على الإنترنت:
و يمكن العثور على صور جواز السفر الأصلى على الموقع التالي
وتظهر الصور أن مالك الجواز يدعى دومينيكو باراديس والرقم التسلسلي لجواز السفر هو KK0000000.
– نسيان تغيير الرقم التسلسلي واسم المالك في الجزء السفلي يفضح الجريدة:
كما يقولون دائمًا أنّ السارق لا بد أنّ يترك أثرا خلفه، تُظهر صورة جواز السفر الموجودة على الإنترنت تغيير معلومات الاسم واللقب وتاريخ الميلاد وتاريخ الصدور ومدة الصلاحية عبر برنامج الفوتوشوب المشهور.
– ماذا تفعل صورة حديثة في جواز سفر صدر عام 1999؟
احتوى جواز السفر على صورة التقطت قبل لقاء أجراه رئيس التحرير الأسبق لصحيفة زمان أردم دومانلي في شهر مارس/آذار عام 2014. واللافت في الأمر هو استخدام صورة حديثة في جواز سفر يُزعم صدوره قبل نحو 18 عاماً.
– الزعم بأن الأستاذ كولن يتلقى تعليمات من الفاتيكان عبر شخص متوفىً.
وتزعم الصحيفة أن الأستاذ ياشار توناجور، نائب رئيس مؤسسة الشؤون الدينية التركية سابقاً هو من يعطي التعليمات إلى الأستاذ كولن باسم الفاتيكان، غير أن الأستاذ توناجور توفى في عام 2006 أي بعد سبع سنوات من تاريخ إصدار جواز السفر المزعوم.
وهذا الخبر المفبرك ليس إلا واحداً من آلاف الأخبار المزورة التي تنشرها الصحف الموالية للرئيس رجب طيب أردوغان بعد فضائح الفساد والرشوة في نهاية عام 2013،
وكانت صحيفة “يني شفق” الموالية للحكومة نشرت أيضاً في وقت سابق خبراً مماثلاً زعمت فيه أنّ هناك وثيقة تثبت أن كولن انضم في شبابه إلى جمعية ماسونية في تركيا، ذلك بعد فبركتها وطبعها المعلومات الشخصية لكولن على أوراق تُباع الواحدة منها على مواقع الإنترنت بعشر ليرات تركية بعد سكب الشاي عليها لكي تظهر الوثيقة قديمة أصلية، لكن الحروف عليها كانت واضحة بينما كانت من المفترض أن تزول بعد سكب الشاي عليها، وهو الأمر الذي وضع الصحيفة في موضع السخرية على مواقع التواصل الاجتماعي.
ومن اللافت للنظر أنّ هذا الخبر أتى بعد أنّ قامت هيئة الشؤون الدينية التركية بنشر تقرير حول حوار الحضارات ومنتسبي الأديان و الذي تدعو إليه حركة الخدمة منذ زمن طويل تنتقد فيه حركة الخدمة والأستاذ فتح الله كولن، ولكن المثير للعجب هو قيام الهيئة الدينية بعقد لقاءات من أجل ترسيخ مفهوم حوار الأديان والحضارات، مما يجعلنا نتسأل هل الهئية مع مصطلح حوار الحضارات والأديان أم ضدده.