أنقرة (الزمان التركية) – اضطر بعض الأكاديميين إلى بيع المنظفات، بعدما أصبحوا عاطلين عن العمل بسبب إغلاق السلطات التركية الجامعات الوقفية عقب محاولة انقلاب 15 يوليو الماضي.
وأصابت البطالة نحو 3 آلاف أكاديمي من 14 جامعة وقفية أغلقتها السلطات التركية، عقب إعلان حالة الطوارئ التي أعقبت المحاولة الانقلابية.
وتقدم جزء من الأكاديميين الذين يواجهون صعوبات في مواصلة حياتهم بطلبات إلى الجامعات بالخارج، بعدما تلقوا رفضا من الجامعات المحلية التي تقدموا بطلبات إليها.
ولعل الأمل الأخير لمئات الأكاديميين – بعد فسخ عقود عملهم – الذين لا ينتمون لأي تنظيم، ولم يتم إجراء تحقيقات بحقهم، هو أن تبدأ هيئة التعليم العالي تحقيقًا في الأمر.
وكانت الأحزاب المعارضة هي المحطة الأخرى التي تقدم بطلبات إليها الأكاديميون العاطلون عن العمل، فعقب تلقي حزب الشعب الجمهوري المعارض عشرات الرسائل والطلبات، التقت مستشارة رئيس الحزب ونائبة الحزب عن مدينة بورصا ليلى كاربيك برئيس هيئة التعليم العالي يكتا شاراتش، وأكدت أن الموضوع على جدول أعمال الهيئة، مشيرة إلى ترقبهم اتخاذ خطوة في هذا الصدد.
وأوضحت كاربيك – خلال اللقاء – أن الأكاديميين أدرجوا في القوائم السوداء لمجرد عملهم في الجامعات الوقفية، منوهة بأن رؤساء الجامعات يتخوفون من توظيفهم على الرغم من حاجاتهم إلى كوادر.
وذكرت كاربيك أن الأكاديميين ليسوا معتقلين وليسوا مفصولين، بل فسخت عقودهم وأدرجوا في القوائم السوداء، داعية إلى إخضاعهم لتحقيقات أمنية وترشيح من ستثبت براءتهم منهم إلى رؤساء الجامعات وأن يتم تعيينهم وفقا للاحتياجات الأكاديمية.
فيما أكد شاراتش – خلال اللقاء – أنه سيبحث الموضوع مع رئيس الوزراء بن علي يلدرم، وأنهم بحاجة إلى بعض الوقت، مشيرًا إلى أنهم لا يعلمون من سيتدخل لحلّ المشكلة، هل هو جهاز المخابرات أم جهاز آخر.
وتعهد شاراتش ببحث الموضوع مع يلدرم وتقييم الوضع خلال الأيام المقبلة.
وعُلِم أن شاراتش ينتظر تعليمات من يلدرم لحل الأزمة، وطالبه بتقييم الموضوع إيجابيا.
من جانبها استنكرت كاربيك عدم اتخاذ أية خطوات في هذا الموضوع على الرغم من مرور فترة طويلة على لقاءها بوزير التعليم عصمت يلماز وإبلاغها إياه أنه سيُجري تحقيقًا في الأمر، مشيرة إلى تلقيهم عشرات الرسائل والطلبات من الأكاديميين.
وأضافت كاربيك أن عددًا من الأكاديميين، منهم أساتذة جامعيون ومعيدون وتربويون توجّهوا إلى بيع المنظفات كحل أخير.
وطرحت كاربيك الموضوع خلال جلسات لجنة التخطيط والموازنة بالبرلمان، لافتة إلى الأكاديميين العاطلين عن العمل الوارد ذكرهم في المسودة التي قبلتها اللجنة من أجل الطاقم الجديد المؤلف من 250 أكاديميًا سيتم تعيينهم في جامعة رجب طيب أردوغان.
وتوجّهت كاربيك بطلب إلى الحكومة دعت خلاله إلى الشروع في تحقيق أمني على الفور، وأن تكون الانطلاقة من جامعة تحمل اسم الرئيس التركي، مطالبة الجامعات الأخرى بالاحتذاء بها وتعيين أكاديمي الجامعات المغلقة عند فتح باب التوظيف.
أكاديميون، الجامعات الوقفية، المنظفات