أنقرة (الزمان التركية): تزيد إفادات الشهود في محاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا من علامات الاستفهام حول أحداث تلك الليلة بدلًا عن تقليلها. والمعلومات الجديدة التي تضاف يوميا تدعم احتمالية أن يكون بعض الأبطال الوهميين في تلك الليلة يكذبون.
فقد دخص الفريق أوموت دوندار، رئيس الأركان الثاني حاليا وقائد الجيش الأول وقت وقوع المحاولة الانقلابية والذي لُقِّب عقب المحاولة مباشرة بـ”القائد الذي منع حدوث الانقلاب”، ادعاءً مهماً جدا بشأن أحداث تلك الليلة خلال تصريحاته للجنة التحقيق البرلمانية في المحاولة الانقلابية. فقد كذّب دوندار الأخبار المتعلقة بإجرائه اتصالاً هاتفيًا مع الرئيس رجب طيب أردوغان في تلك الليلة.
الخبر نشرته صحيفة خبر تورك القريبة لأردوغان
في السابع والعشرين من يوليو/ تموز الماضي، زعمت صحيفة سوزجو أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أجرى اتصالًا هاتفًيا مع الفريق أوموت دوندار ليلة الانقلاب، وأن دوندار طالب أردوغان خلال الاتصال الهاتفي بالقدوم إلى إسطنبول، وعندما سأل أردوغان دوندار عن السبب الذي قد يدفعه في الوثوق به أجابه دوندار بأن يسأل زعيم حزب الحركة القومية دولت بهشلي عنه. وأضافت الصحيفة أن نائبًا عن حزب الحركة القومية أكد هذه المحادثة، مشيرة ألى أن بهشلي توجه ليلة الانقلاب إلى مقر الحزب وناوب فيه.
في الثامن عشر من يوليو/ تموز كتبت صحيفة خبر تورك أن دوندار تلقى اتصالًا من الانقلابيين طالبوه فيه بالانضمام إليهم غير أن دوندار قام بمماطلتهم في الوقت الذي كان فيه يزود أردوغان بمعلومات حول الوضع.
لكن دوندار أكد في شهادته التي أدلى بها أمام لجنة التحقيق البرلمانية في المحاولة الانقلابية أنه لم يجرِ اتصالًا هاتفيًا مع أردوغان ليلة الانقلاب، بينما أجرى اتصالات هاتفية بالعديد من القيادات العسكرية، وعلى رأسهم رئيس الأركان السابق نجدت أوزال.
وطرح النائب عن حزب الشعب الجمهوري المعارض أيكوت أردوغدو سؤالاً بشأن الأمر، حيث أطلع نواب حزبي الشعب الجمهوري والحركة القومية المواطنين عمّا دار في الداخل من خلال منشوراتهم على موقعي تويتر وبريسكوب. فقد نشر أردوغدو على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي تويتر تغريدة قال فيها: “سألت دوندار عما إذا كان قد أجرى بالفعل اتصالات هاتفيا مع أردوغان في تلك الليلة وما إن كان قد أبلغ الرئيس بأنه سيحميه وما إن كان قد طلب من أردوغان أن يسأل بهشلي دولت عنه فأجابني بالنفي”.
ومع أن مسؤولي حكومة حزب العدالة والتنمية والرئيس رجب طيب أردوغان من المفترض أن يكونوا متشوقين لإماطة اللثام عن ملابسات هذه المحاولة الانقلابية الدموية باعتبارهم ضحاياها، إلا أن ما تشهده تركيا هو العكس، إذ تراجعت لجنة التحقيق البرلمانية عن قرارها المتعلق بالاستماع إلى إفادة الأستاذ فتح الله كولن، مع أن أردوغان يتهمه بتدبير هذه المحاولة؟ كما رفض أعضاء حزب العدالة والتنمية الحاكم في هذه اللجنة الاستماعَ لشهادات رئيس هيئة الأركان العامة خلوصي أكار ورئيس جهاز المخابرات هاكان فيدان، مع أنهما من المتوقع أن يحوزا أهمّ وأصحّ المعلومات المتعلقة بالانقلاب الفاشل بحكم منصبيهما؟ فضلاً عن عدم ردّ أردوغان بالإيجاب أو السلب على تحدّي وطلب الأستاذ فتح الله كولن حول تشكيل لجنة دولية محايدة للتحقيق في الانقلاب، بعد أن تسيّس القضاء التركي وفقد استقلاله.