لنقرة (الزمان التركية)- انكشفت فضيحة كبرى قد تعطي الإجابة عن السؤال عن الضعف الأمني الذي تعانيه تركيا في ظل وقع الهجمات الإرهابية وتكرارها بكل سهولة وتمثل تفسيرًا للفوضى التي تشهدها كل أجهزة الأمن في البلاد.
فقد ظهر أن الحكومة بعد أن قلبت كل أجهزة الأمن رأسًا على عقب، وأقالت عشرات الآلاف من رجال وقيادات الأمن في أعقاب بدء تحقيقات الفساد والرشوة الكبرى عام 2013 والانقلاب الفاشل منتصف العام الماضي، بحجة انتمائهم إلى حركة الخدمة، استحدثت طريقة فضيحة لملء الوظائف الشاغرة، حيث بدأت البلديات التابعة للحزب الحاكم تقدم تدريبات في مجالات الأمن لمن تختار من أنصارها، ثم توظفهم عقب خضوعهم للتدريب بضعة أشهر في أجهزة الأمن.
وتبيّن أن فرق العمليات الخاصة التابعة للشرطة التركية تتلقّى تدريباتها في البلديات التابعة لحزب العدالة والتنمية الحاكم، منها مركز تدريب افتتح في مبنى بلدية العدالة والتنمية في حي “سورجون” بمدينة يوزجات (شرق) يتم بداخله إعداد فرق العمليات الخاصة. وعقب تلقي مئات الشباب تدريبات بدنية وعقلية داخل المركز يتم ضمهم إلى الأجهزة الأمنية بتوصية حزبية.
ولفت الكاتب الصحفي المعروف جان أتاكلي الانتباه إلى نقطة غريبة تتعلق بالموضوع، إذ قدّم مصدر برلماني سابق وسبق له أن عمل مع الأجهزة الأمنية لفترة طويلة معلومات إلى أتاكالي مفادها أن حزب العدالة والتنمية اختبر قوة ميليشياته ليلة الانقلاب الفاشل في الخامس عشر من يوليو/ تموز الماضي.
وفي مقاله بجريدة سوزجو نقل أتاكلي عن ذلك المصدر البرلماني قوله: “في تلك الليلة كان يوجد ثلاثة أنماط من المواطنين في الطرقات. لا أعلم ما إن كنتم لاحظتم هذا أم لا لكن بعد فترة قصيرة من تمركز الدبابات على جسر البسفور احتشدت مجموعة من المواطنين هناك، وكانوا يعرفون بعضهم البعض. الشرطة تعرف هويتهم، فأغلبهم كانوا عملاء في شركات أمنية وأعضاء في الكتائب العثمانية التي تشكّلت حديثا في حزب العدالة والتنمية وجمعيات مشابهة. وبناء على هذا فإن السطلة الحاكمة أخضعت في تلك الليلة الميليشيات للتدريب واختبرت كيف ستؤدي هذه التنظيمات التي يتكون أغلبها من الشباب على الساحة. ومنذ ذلك اليوم أصبحت المجموعات تتجول في الأرجاء وتعتدي على منظمي التظاهرات حتى ولو كانت صغيرة، كما يعتدون على الأشخاص الذين لا يعجبونهم بل ويحاولون تشويه سمعتهم. وقد استخدم هذا الأسلوب قبيل الانقلاب العسكري في الثاني عشر من سبتمبر/ آيلول، لكن نهايته كانت سيئة. والظاهر حاليا أن السلطة الحاكمة تلجأ لاستخدام أساليب مشابهة لحماية نفسها وافتعال الفوضى وقتما ترغب. أتمنى ألا تواجه النهاية نفسها”.