تقرير: علي عبد الله التركي
أنقرة (الزمان التركية): عقب المحاولة الانقلابية التي شهدتها تركيا في الخامس عشر من يوليو/ تموز الماضي وبدءا من ساعاتها الأولى تم استهداف الداعية التركي فتح الله كولن وحركة الخدمة قبل فتح أي تحقيقات بشأن الواقعة.
وبدأت حملة الاستهداف في اليوم التالي للمحاولة الانقلابية، كما تم فرض الوصاية على مئات المدارس والمراكز التعليمية التابعة لحركة الخدمة واعتقال الآلاف من العاملين فيها. وفصل آلاف منهم سواء في القطاع الحكومي أو الفطاع العام .
ووفقا للأرقام التي أعلنتها الحكومة أُبعد أكثر من عشرات الآلاف من الأشخاص، من بينهم قضاة ومدعو عموم وعسكريون ورجال شرطة ومعلمون وموظفون حكوميون من مناصبهم.
لكن أحد الأمور اللافتة في تحقيقات المحاولة الانقلابية هو إقالة رؤساء بلديات وأعضاء في مجالس البلديات تابعين لحزب العدالة والتنمية الحاكم، بل واعتقل بعضهم رغم إعلان نائب رئيس الحزب حياتي يازيجي عدم وجود أي انقلابيين داخل الحزب.
هل سيعتقل رؤساء بلديات إسطنبول وأنقرة وبورصة؟
في تلك الأثناء أشار أرول موترجملر، الكاتب وعضو هيئة التدريس ومقدم برنامج إذاعي وجندي سابق والمعروف بتحليلاته الصائبة، إلى اعتزام اعتقال رئيس بلدية إسطنبول “قدير توبباش” ورئيس بلدية بورصة “رجب ألتبة” ورئيس بلدية أنقرة “مليح جوكتشيك”.
وأضاف موترجملر أن طائرة على متنها وزير الداخلية السابق أفكان آلا أجرت جولة بالقرب من جورجيا أثناء محاولة الانقلاب وكانت تستعد للهرب، مؤكدًا أنّ أردوغان كان على علم بهذا.
في تلك الأثناء أيضا تم اعتقال عمر فاروق كافورماجي؛ رئيس مجلس إدارة مجموعة شركات أيدنللي وصهر رئيس بلدية إسطنبول قدير توبباش الذي أعلن أنه سيتم إنشاء مقبرة للخونة في إسطنبول، وذلك في إطار تحقيقات محاولة الانقلاب.
وعلى صعيد آخر، لفت الأنظار تصريحات نائب حزب الشعب الجمهوري المعارض “جورسال تاكين” خلال لقاء تلفزيوني أمس، زعم فيه أنّه سيتم إقالة خمسة من وزراء الحكومة في إطار تحقيقات محاولة الانقلاب.
“ومن الممكن محاكمة واعتقال كل من عبد الله جول وداود أوغلو”
أحد أهم التصريحات المثيرة للجدل جاءت من قائد القوات البحرية السابق “أوزدان أورنك” الذي تمت محاكمته في إطار تحقيقات تنظيم أرجينيكون بشأن المحاولة الانقلابية والحملات التي تبعتها. ففي حديثه مع صحيفة “سوزجو” أوضح أورنك أنّه لن يندهش إنْ تمت محاكمة الرئيس السابق وأحد مؤسسي حزب العدالة والتنمية عبد الله جول، ورئيس الوزراء السابق أحمد داود أوغلو قائلا: “أرى أنه لا بد من محاكمتهما، ويمكنكم أن تروا هذا”.
تصريح رئيس جهاز الاتصالات في قصر الجمهوري: العمليات توجهت إلينا!
ومن أهم تصريحات الأخرى التي تدل على امكانية امتداد تحقيقات الانقلاب إلى حزب العدالة والتنمية الحاكم، هو إعلان رئيس جهاز الاتصالات برئاسة الجمهورية “مجاهد كوتشوك يلماز” على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي “تويتر”: “أنّ حملات التحقيق في محاولة الانقلاب التي تستهدف حركة الخدمة طالتهم أنفسهم وبدأت تتوجه إلى زملائهم”، حيث انتقد تفتيش الشرطة لمنزل عضو الحزب أوكتاي كيليج، الذي وصفه بأنّه عدو حركة الخدمة منذ أنّ عرفه، مؤكدًا أنّ هذه الخطوة تدل على أنّ التحقيقات الجارية في إطار ما يسمونه” منظمة فتح الله كولن الإرهابية” طالتهم أيضاً.
https://youtu.be/KbF86IyriPE