أنقرة (الزمان التركية): قالت تركيا إن تسليم الموصل إلى مليشيات الحشد الشعبي سيفجر حربا طافية في المنطقة مؤكدة أن تلك المليشيات لاتختلف عن تنظيم داعش الإرهابي.
وذكر نعمان كورتولموش نائب رئيس الوزراء والمتحدث الحكومة التركية في مقابلة مع إحدى المحطات المحلية مساء أمس الأربعاء أنه “يجب ألا ندعو تنظيما إرهابيا إلى الموصل للمشاركة في تحريرها من تنظيم إرهابي آخر، وعلينا ألا نترك المدينة لسيطرة الحشد الشعبي أو حزب العمال الكردستاني الإرهابية وامتدادها السوري وحدات حماية الشعب الكردية بدعوى تحريرها من قبضة داعش”.
ولفت كورتولموش إلى أهمية الجهة التي ستتولى إدارة شؤون أهالي الموصل بعد تطهير المدينة من وجود تنظيم داعش، مؤكدا “ضرورة اتخاذ الخطوات اللازمة للحيلولة دون احتلال الموصل من قبل قوات تأتي من الخارج بدلا من سيطرة العناصر الأساسية في العراق، وتركيا لن تتسامح إطلاقا مع أي احتلال من هذا القبيل”.
وأضاف كورتولموش: “الموصل ليست للأميركيين أو الإيرانيين أو الروس وإنما هي للموصليين والشعب العراقي، وستبقى للأهالي الذين يقيمون هناك منذ أعوام، وهذا خط أحمر بالنسبة لتركيا”.
في الوقت نفسه، قال وزير شؤون الاتحاد الأوروبي كبير المفاوضين الأتراك عمر جليك إن بعض الممارسات التي تنتهجها قوات الحشد الشعبي تولد نتائج مخيفة على غرار ممارسات تنظيم داعش و”لا يحق لأحد أن يخير العراقيين بين تلك الممارسات”.
وحذر جليك من أن دخول الحشد الشعبي إلى الموصل وبسط سيطرته عليها من شأنه أن “يتسبب في خلق حرب طائفية كبيرة”، معتبرا ذلك “أمر خطير للغاية”.
وقال إن “ما يسمى قوات الحشد الشعبي تتشكل من المقاتلين الشيعة فقط، وبعض ممارساتها تولد نتائج مماثلة لممارسات تنظيم داعش المخيفة، لذلك لا يحق لأحد أن يجبر الناس على الاختيار بين عنف داعش وعنف الحشد الشعبي”.
وبين جليك أن “الأمر ليس مسألة شيعة أو سنة، وإنما هناك بعض المجموعات التي تعمد بشكل خاص إلى إظهار تركيا وكأنها تعادي الشيعة، هناك كارثة ستلحق بالمسلمين والإنسانية جمعاء إذا مارست بعض الأطراف الطائفية باسم السنة والشيعة”.
وحذر جليك من احتمال هجرة أكثر من مليون شخص في حال تشكلت حالة عدم استقرار في مدينة الموصل العراقية، وقال إن هذا الأمر سوف يؤثر سلبا على تركيا وأوروبا والنظام العالمي ليتوسع إلى جميع أنحاء العالم.
وأضاف” لو أقيمت منطقة حظر الطيران في سوريا كما اقترح الرئيس رجب طيب أردوغان لما كانت تركيا وأوروبا تواجهان التكلفة السياسية والإنسانية لأزمة الهجرة الراهنة، لذلك علينا أن نتجنب تكرار الخطأ ذاته في العراق، ونمنع سيطرة الحشد الشعبي والمجموعات الطائفية المشابهة”.