أنقرة (الزمان التركية): فصلت الحكومة التركية مساء أمس الثلاثاء 4 آلاف و464 موظف حكومي من عملهم بموجب مرسوم جديد من مراسيم حالة الطوارئ المعلنة عقب محاولة الانقلاب الفاشلة التي شهدتها تركيا في منتصف يوليو /تموز الماضي.
ونص المرسوم رقم 686 المنشور في العدد المكرر للجريدة الرسمية على فصل ألفين و585 (أغلبهم من المدرسين) من وزارة التعليم و893 من قوات الدرك و417 من قوات الأمن و80 من العاملين التلفزيون التركي تي آر تي ( من بينهم مراسلين) و49 من وزارة الداخلية و48 من وزارة الخارجية و16 من وزارة الثقافة والسياحة و15 من وزارة الاقتصاد و10 من اللجنة العليا للانتخابات و10 من المحكمة العليا و3 من وزارة الشؤون الأوروبية و3 من خفر السواحل و2 من إدارة التنمية السكنية (توكي) و2 من رئاسة الأوقاف و1 من هيئة الأسواق المالية.
ووفقا للمرسوم المنشور في الجريدة الرسمية ليل الثلاثاء فإن من بين من أقيلوا إبراهيم كابو أوغلو أستاذ القانون الدستوري الكبير الذي أبدى معارضته للتعديلات الدستورية التي تمنح الرئيس رجب طيب إردوغان صلاحيات تنفيذية .
ومن بين 4464 موظفا أقيلوا خبراء في الكمبيوتر وذلك ضمن إجراءات صارمة بعد محاولة الانقلاب الفاشل في يوليو / تموز التي تقول تركيا إن رجل الدين فتح الله كولن المقيم في الولايات المتحدة خطط لها. بينما ينفي كولن هذه المزاعم ويطالب بتحقيق دولي.
وأثارت الإقالات انتقادات على وسائل التواصل الاجتماعي وقال سزجين تانريكولو البرلماني من حزب الشعب الجمهوري على تويتر إن الجامعات التركية العريقة يجري تدميرها.
وأبعدت تركيا بالفعل أو أوقفت أكثر من 125 ألف شخص واعتقلت رسميا 40 ألفا منذ محاولة الانقلاب الفاشلة التي حاول فيها جنود الإطاحة بالحكومة وإردوغان مما أسفر عن مقتل أكثر من 240 شخصا معظمهم من المدنيين.
وتقول الحكومة إن الإجراءات التي تتخذها لها ما يبررها بسبب طبيعة التهديد للدولة.
ولم تذكر الجريدة الرسمية سببا للإقالة التي شملت موظفين وجنودا ومسعفين سوى “الانتماء إلى أو وجود صلات مع تنظيمات إرهابية أو جماعات تتصرف ضد مصلحة الأمن الوطني.”
وتقول جماعات حقوقية وبعض الدول الأوروبية إن إردوغان يستغل حالة الطوارئ الحالية في البلاد لقمع المعارضة وتقول أنقرة إن الإجراءات لازمة للقضاء على مؤيدي محاولة الانقلاب الفاشلة وإرهابيين آخرين.
وأقيل 330 أكاديميا بينهم من وقعوا على التماس العام الماضي ينتقد الإجراءات العسكرية ضد المقاتلين الأكراد في جنوب شرق تركيا المضطرب. وكان إردوغان قال إن الأكاديميين سيدفعون ثمن “خيانتهم.”
وكان مئات المدنيين وأفراد قوات الأمن والمقاتلين لقوا حتفهم منذ تجدد الصراع مع حزب العمال الكردستاني في يوليو تموز عام 2015 في أسوأ أعمال عنف في تركيا منذ 20 عاما.
وتصنف تركيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي حزب العمال الكردستاني جماعة إرهابية.
يُذكر أن وزير العمل والضمان الاجتماعي محمد مؤذن أوغلو كان قد صرّح في الحادي والثلاثين من يناير/ كانون الثاني أنه تم فصل 94 ألف و867 موظف حكومي واتخاذ اجراءات قضائية بحق 125 ألف و485 موظف حكومي منذ محاولة انقلاب الخامس عشر من يوليو/ تموز.
ومع صدور المرسوم الأخير تجاوز عدد الموظفين الحكومين المفصولين حاجز المئة ألف.
وفي الثالث من الشهر الجاري أعلن وزير المالية ناجي أغبال أنه منذ الخامس عشر من يوليو/ تموز الماضي تم اغلاق 4 آلاف و344 مؤسسة وتسجيل عقود ملكيتها باسم الدولة.