أنقرة (الزمان التركية) – كشفت التحقيقات في اغتيال السفير الروسي في أنقرة أندريه كارلوف عن أن المحامي (س.و) والشرطي (س.ب) رفيقا السكن مع الشرطي مولود ميرت ألتن طاش قاتل السفير حضروا دروس الشيخ نور الدين يلديز المعروف بقربه من الحزب الحاكم في تركيا.
وبحسب خبر نشرته صحيفة “حرية” الخاضعة للحكومة، تبين أن المحامي (س.و)، والقاتل ألتن طاش تعرفا على بعضهما خلال دروس الشيخ نور الدين يلديز، والذي يأتي في مقدمة الشيوخ الذين ينشرون الأفكار الدينية المتطرفة في تركيا، ففي 17 يوليو انتقل (س. و) للعيش مع ألتن طاش بعدما ظل وحيدًا عقب زواج رفيقه في السكن وتركه المنزل.
وأشارت التحقيقات إلى أن هذه الشخصيات الثلاث داومت على حضور دروس الشيخ نور الدين يلديز في مسجد “حاجي بيرام” وداخل منزل في “أتليك” و”باتي كنت” بالعاصمة أنقرة.
وقبل ساعات قليلة من عملية اغتيال السفير اتصل (س.ب) بالقاتل ألتن طاش ودعاه إلى منزله، غير أنه اعتذر عن عدم قبول الدعوة موضحًا أن لديه عملاً مهمًّا.
واللافت أن تسجيلاً مصوّرًا تداولته مواقع التواصل الاجتماعي يظهر أنصار وطلبة الشيخ نور الدين يلديز وهم يستقبلونه في مدينة سيواس (وسط تركيا) مطلقين شعار “ها هو القائد وها هو الجيش”.
عائلة القاتل: لم يكن حتى يشاهد التليفزيون
وروى أحد أقارب ألتن طاش أن التغيير الذي طرأ عليه مؤخرًا بدأ يثير انتباه عائلته، مشيرًا إلى تعجبهم من تنفيذ هذا الشاب الذي لا يحب التقاط الصور، ولا متابعة مواقع التواصل الاجتماعي، ولا حتى مشاهدة التليفزيون ، لعملية اغتيال أمام عدسات الكاميرات دون أن يرفع له جفن.
امتنع عن التصوير والسباحة في البحر
وأوضح قريب لألتن طاش أنه يعرفه جيدًا منذ الطفولة، لافتًا إلى أنه كان لا يلتقط صورًا معهم عند ذهابهم للسباحة في البحر في منطقة “كوش آداسي” ولم يسبح في البحر عندما جاءوا في المرة الأخيرة الأخيرة.
وأضاف أن ألتن طاش لم يعد يفتح التليفزيون بالمنزل، مؤكدًا أن هذا التغيير أثار استغراب المقيمين معه.
وأفاد بأن التغيير الذي طرأ على ألتن طاش لم يحدث خلال ستة أو سبعة أشهر بل خلال عامين ونصف العام أي منذ بدء عمله كشرطي، موضحًا أن ألتن تاش لم تكن له حبيبة على حد معرفتهم.
وأكد كل من يعرفون ألتن طاش أنهم لم يصدقوا أعينهم حينما شاهدوه على شاشات التليفزيون في تلك الليلة التي اغتال فيها السفير الروسي.
وقال جيران جده الذي نشأ عنده في حي كمال باشا إنهم طلبوا من والدته السيدة حمدية الصيف الماضي – آخر مرة شاهدوها – أن يتحدثوا مع نجلها ليشرح لهم كيف صار شرطيًّا ويساعد أبناءهم كي يصبحوا مثله، أما الآن فباتوا يحمدون الله أنه لم يوجِّه أبناءهم.
على الجانب الآخر كذّبت أسرة ألتن طاش الأنباء التي تداولتها وسائل الإعلام الموالية للحكومة حول تردد نجلها على مركز دروس التقوية التابع لحركة الخدمة في محاولة منها لإثبات انتماء القاتل لحركة الخدمة.
وذكرت والدة ألتن طاش في إفادتها أن نجلها كان طفلًا هادئًا ومنغلقًا، مؤكدة أن نجلها لم يذهب إلى أي مركز تدريس أثناء استعداده لاختبارات الانضمام إلى الشرطة.
https://youtu.be/26rVudhi4YM