أنقرة (الزمان التركية) – نشر الشيخ خير الدين كارامان المعروف في تركيا بوصفه “مفتي نظام أردوغان”، مقالاً مثيرًا اختلق فيه من عند نفسه مثلاً شعبيًّا لتبرير ما سترتكبه مليشيات مسلحة تابعة للحكومة من جرائم في حرب محتملة قد تشهدها البلاد قبيل الاستفتاء الشعبي على النظام الرئاسي.
فبعد أيام من مزاعم رئيس حزب الوطن التركي اليساري العلماني المتطرف وأحد قيادات تنظيم “أرجنكون” دوغو برينتشيك بأن “تركيا ستشتعل ناراً في شهر مارس المقبل”، قبيل الاستفتاء الشعبي على النظام الرئاسي، ادعى الشيخ كارامان في مقاله المنشور بصحيفة يني شفق الموالية للحكومة أن الرئيس رجب طيب أردوغان يحارب ضد القوى العالمية وامتداداتها الداخلية في تركيا، داعيًا المواطنين إلى دعمه في حربه هذه متغاضين عن أخطائه الصغيرة.
وذكر الشيخ كارامان عديدًا من الأمثال الشعبية، ثم ساق مثلاً من عند نفسه يقول: “لا يؤاخذ ولا يعاقب الجنود إذا ما ارتكبوا جرائم عادية في أثناء الحرب”، الأمر الذي فسره الرأي العام فتوى منه لتجويز بعض الممارسات ضد المصنفين ضمن المعارضين.
ومن اللافت أن هذا المقال جاء بعد المقال الذي كتبه رئيس الاستخبارات العسكرية السابق إسماعيل حقي بكين ونشرته صحيفة برينتشيك “أيدينليك” اليسارية، إذ لفت المقال إلى ضرورة إعداد جبهة عسكرية و”مدنية” لحرب محتملة أيضًا.
وهذه التصريحات المتبادلة بين فريق أردوغان وفريق أرجنكون أثارت تساؤلات حول ما إذا كان التحالف الذي عقده الطرفان بعد بدء تحقيقات الفساد والرشوة في مواجهة ما سموه “الكيان الموازي” وصل إلى نهايته، وذلك بسبب الاختلاف الجوهري بينهما حول النظام الرئاسي.
وفي هذا الإطار، ذكر العديد من رواد الإعلام الاجتماعي مشاهد العنف والفوضى التي شهدتها تركيا ليلة “الانقلاب الفاشل” من حمل المدنيين السلاح وإطلاقهم النيران على الجنود بحجة صدّ هذ الانقلاب المسرحي.
وقال موقع أكتيف خبر (aktifhaber) إن الشيخ كارامان قد أصدر فتوى لأنصار حزب العدالة والتنمية الحاكم لتحديد ما يتوجب عليهم فعله في الوقت الذي يقود الرئيس أردوغان تركيا إلى حرب أهلية، معيدًا إلى الأذهان دعوة الأخير المواطنين للنزول إلى الشوارع، وتسلّح مؤيديه بصورة علنية ومتزايدة يوما بيوم بعد ما سمي بالانقلاب الفاشل.
يُذكر أن الشيخ كارامان عرف في تركيا بتصريحاته المبررة لتصرفات وممارسات أردوغان مهما كانت، لدرجة أنه استغل الفروق الفقهية بين السرقة والفساد والاختلاس سعيًا لاختلاق ذرائع التستر على قضايا الفساد والرشوة التي تورط فيها أردوغان وأسرته، حيث قال “إن الفساد ليس سرقة”.