تقرير: عبد الله التركي
أنقرة (الزمان التركية): تحول التوتر القائم في العلاقات التركية الألمانية خلال الأشهر الأخيرة إلى أزمة دبلوماسية، ويرجع هذا التوتر لعدة أسباب منها اتفاقية اللاجئين مع الاتحاد الأوروبي، وعدم سماح السلطات التركية للنواب الألمان بزيارة قاعدة “إنجرليك” العسكرية في أضنة، وعدم تحمل الرئيس رجب طيب أردوغان أية انتقادات ضده، والحملة الأمنية التي قامت بها السلطات التركية على حزب الشعوب الديمقراطي الكردي وصحيفة جمهوريت.
فقد تم استدعاء القائم بالأعمال التركي أفق جزر وهو أعلى جهة دبلوماسية في برلين إلى وزارة الخارجية الألمانية بتعليمات من وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر، بحسب ما ذكرته صحيفة دويتشه فيلة، حيث أعرب مستشار وزارة الخارجية الألمانية ستيفن ستيلين خلال اللقاء عن قلق ألمانيا إزاء التطورات الأخيرة التي تشهدها تركيا، مؤكدًا ضرورة احترام تركيا لمبدأ دولة القانون خلال جهود الكشف عن ملابسات المحاولة الانقلابية ومكافحة الإرهاب، وأن إسكات المعارضة وسجنها أمر مرفوض لا يمكن قبوله.
كما أضافت الصحيفة الألمانية أن ستيلين يرغب في زيارة أنقرة منذ فترة، لكنه لا يتلقى ردًا سريعًا من أنقرة لتحديد ميعاد للزيارة، حتى إنه اقترح على أنقرة قبل عدة أسابيع ميعادًا للزيارة، غير أنه تلقى ردًا من أنقرة قبل يومين يفيد بأن الميعاد المقترح ليس مناسبًا.
ووُصفت الاضطرابات التي تخللت المحادثات الهاتفية بين وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو ونظيره الألماني فالتر بأنها انعكاس للتوترات القائمة في العلاقات بين البلدين، فقد تم تحديد ميعاد للمحادثات الهاتفية مرتين وخلال المرتين تم وضع فالتر على الانتظار لفترة طويلة ثم ألغى الجانب التركي المحادثات بحجة زخم جدول الأعمال.
مقاطعة متبادلة لحفلات الاستقبال
حفلات الاستقبال كانت إحدى الجوانب التي انعكست فيها الأزمة بين البلدين، إذ لم يشارك أي من ممثلي تركيا في حفل الاستقبال الذي أقيم في جميع قنصليات وسفارات ألمانيا في الثالث من أكتوبر/ تشرين الأول احتفالا بيوم اتحاد ألمانيا.
وفي المقابل لم يشارك أي مسؤول ألماني بارز في حفل الاستقبال الذي أقامته السفارة التركية في برلين في ذكرى تأسيس الجمهورية التركية.
إدانة ألمانية للهجمات الإرهابية
خلال المؤتمر الصحفي الأسبوعي أعلن المتحدث باسم الحكومة الألمانية شتيفان زايبرت أن ألمانيا تأمل في تعاون بناء وهادف مع تركيا، مستنكرًا الهجوم الانتحاري الذي شهدته مدينة ديار بكر، وواصفًا الأحداث الأخيرة في تركيا “بالمقلقة”.
كما أضاف زايبرت: ” أن اعتقال رئيسي حزب الشعوب الديمقراطي الكردي صلاح الدين دميرتاش وفيجن يوكسكداغ، أثبت أن قلق المجتمع الدولي تجاه رفع الحصانة عن النواب الأكراد كان في محله، وأن الحكومة الألمانية تتفهم جهود السلطات التركية لكشف ملابسات المحاولة الانقلابية الدموية والتي نستنكرها بشدة، ونطالب باستخدام كل وسائل دولة القانون وضرورة ضمان معاقبة المتورطين بطريقة قانونية، كما تتفهم الحكومة الألمانية أيضًا ضرورة دفاع تركيا عن نفسها ضد الإرهاب، فهذه مسؤولية كل دولة تجاه مواطنيها، نحن ندعم تركيا بشرط التزامها بمبادئ دولة القانون ومبدأ التناسبية، وفي حال تشككنا من الأمر مثلما حدث في الحملة الأمنية على صحيفة جمهوريت المعارضة والنواب الأكراد فإننا نبلغ شركائنا الأتراك في كل المناصب بشكوكنا”.
اتهام إعلام أردوغان لألمانيا بدعم الإرهاب
هذا وذكرت صحيفة جوناش المعروفة بقربها من حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا خلال عددها الصادر اليوم أن الغرب وعلى رأسه ألمانيا، الذي احتضن الجماعات الإرهابية لسنوات، تجاهل الهجمات الإرهابية التي شهدتها مدينة شرناق جنوب شرقي تركيا خلال الأيام الماضية والتي وراح ضحيتها أطفال، زاعمة أن الغرب لم يتراجع عن دعم الإرهاب.
https://youtu.be/4vEij6vfF00