عمر شاهين – جريدة ميدان التركية
تحدّث أولا بولنت أرينتش ثم حسين تشيليك..
وعززت إعادة التغريدات، التي قام بها وزراء سابقون أمثال سعدالله أرجين وسعاد كيليتش، والدعم الوارد من كتاب كانوا يدعمون العدالة والتنمية منذ البداية من التكهنات بأن الآراء المثارة مؤخرا ليست قاصرة على اشخاص بعينهم.واتجهت الأنظار صوب إسطنبول أي تتجه إلى عبدالله جول المختفي عن الأنظار منذ فترة طويلة.
وكان الجميع يتمنى أن يعرف إن كان جول على دراية بأمر الأحاديث وهل سيتحدث هو أيضا؟
دعونا نقول أولا إن الذين التقوا بجول بعد انتخابات الأول من نوفمبر/ تشرين الثاني كانوا يقولون إنه لم يغلق سجله السياسي تماما لكن الأمر لا يبعث على الأمل. يبدو أن الأسبوع أو الأسبوعين الماضيين حدث فيها أمر ما. فقد تكون التطورات الأخيرة قد أخرجت جول عن صمته ودفعته إلى التحرك. ومن خلال أحاديث أعضاء العدالة والتنمية مثل أرينتش وتشيليك وغيرهما اعتقدنا أن جول على دراية بما يحدث بل إنه يوافق عليه.
جول جاء إلى أنقرة بشكل مفاجئ
إن والدي جول كانا في أنقرة في منزل صهره محمد تكيلي أوغلو فقام بزيارتهما. كما ذهب لتقديم واجب العزاء لأسرة رفيقه في مجلس الوزراء في حكومة أربكان السيد فهيم أداك وذهب إلى شوكت كازان، أحد أبرز أسماء حركة الرؤية الوطنية لتمني الشفاء العاجل له. أي إنه قام بزيارات مخلصة لأصدقاء أربكان.
أما المفاجأة فكانت عند ذهابه إلى القصر. إذ خطى أول خطواته داخل مجمع رئاسة الجمهورية. رغم أن الرأي السائد عنه أنه لم يكن راضيا عن بناء هذا القصر.
تناولا وجبة العشاء وتباحثا لثلاث ساعات
أريد أن أذكر بأن جول لم يذهب إلى القصر للوساطة بين الطرفين بل للتحذير. فهو قلق من العلاقات مع سوريا والعراق وأمريكا والاتحاد الديمقراطي السوري والتطورات في السياسة الخارجية. ويريد خفض حدة التوترات على الصعيد الداخلي وعودة القضية الكردية إلى طاولة التفاوض.
والأهم هو ما يتعلق بالعدالة والتنمية. انفعاله تجاه حملة التشويه بحق أرينتش وأصدقائه وما حدث له خلال العامين الأخيرين من الرئاسة.إذ يشعر بالغضب تجاه الأشخاص والكتاب، الذين اتكأوا على القصر ويتهجمون عليه، بينما يدافع عن الذين بذلوا جهودا وسعوا من أجل الحزب. وما يُفهم من هذا أن جول تحرّك وخرج عن صمته وذهب إلى القصر ليخبر أردوغان بمخاوفه واقتراحاته.
وفي المساء ذهب عبد الله جول إلى منزل بولنت أرينتش. واللافت في الأمر هو قدومه بصحبة حسين تشيليك في السيارة نفسها. وكان بعض الوزراء القدامى مثل سعد الله أرجين ونهات أرجون وسعاد كليتش موجودين هناك. والذي ليس فيه شك إنه تطرّق في الحديث معهم إلى ما تناوله مع أردوغان. هل كانت هناك رسالة من أردوغان إليهم؟ لا نعرف ذلك في الوقت الحاضر. ولكن لقاء جول مع أردوغان ثم لقائه مع أرينتش وأصدقائه،كلها أمور لها أهميتها في تحديد خارطة الطريق للتطورات اللاحقة.
إن استمرت أسماء مثل أرينتش وتشيليك في توجيه الانتقادات العنيفة من بعد الغد وإن واصل أمثال محمد متين أر وشامل تيار ومتين كولونك (الموالون لأردوغان) الحديث بالنبرة نفسها وإن واصل الإعلام الموالي للقصر منشوراته الحافلة بالإهانات للمعارضين فهذا يعنى أن العلاقات بين أردوغان وجول قد انتهت. وإن حدث العكس وبدأت تصفية المجندين في مواقع التواصل الاجتماعي وإن تم إسكات الكتاب والصحفيين أصحاب الأقلام الحادة والأصوات السياسية المرتفعة فيمكننا القول إنه تم التوصل إلى اتفاق فيما بينهم.
هل أردوغان نادم على تنصيبه داودأوغلو لرئاسة الوزراء؟
ذكرت إحدى الصحف يوم أمس في عنوانها الرئيسي أن أردوغان يشعر بالندم على تعيينه داودأوغلو رئيسا للوزراء ورئيسا لحزب العدالة والتنمية.وهذا العنوان صحيح بطريقة ما. إذ كان أردوغان قد سلّم داود أوغلو مناصبه بعد أن جعله يوافق على شروط معينة.لكن حتى داودأوغلو لا يستطيع مواكبة الطاعة التامة التي يرغب فيها أردوغان.
فقد كان من المخطط أن يتصدر داود أوغلو المساوين له داخل مجلس الوزراء. وأن يطبق النظام الرئاسي فعليا خلال هذه المرحلة الانتقالية. في حين أن ردود فعل داودأوغلو كرئيس للوزراء لا تتناسب مع تلك المهمة.
وعقب انتخابات السابع من يونيو لُوحظ هوس التحالف مع حزب الشعب الجمهوري في بعض المواقع. هل بامكان أردوغان إقالة داودأوغلو من منصبه إذا رغب في ذلك؟ نعم بامكانه فعل هذا. وفي الوقت الراهن هناك 900 توقيع، لتنصيب بينالي يلدريم مكان داود أوغلو. لكن هناك حقيقة وهي أن تبديل داود أوغلو بغيره سيكون أفدح ثمنا من المشاكل الحالية.ويجب علينا أن نعترف بأنه على الرغم من كل السلبيات فإن داودأوغلو له وزنه في قاعدة الحزب وأنه حتى المنتقدين لسياسته الخارجية يسلمون بنقاءه واجتهاده.
كما أن حملة تبديل داودأوغلو بغيره ستفسد النظرة إلى “الإسلام السياسي”لدى القاعدة الشعبية للحزب.