أنقرة (الزمان التركية): عندما تتصفحون مواقع التواصل الاجتماعي مثل تويتر أو فيسبوك ستجدون حسابات لأشخاص معروفين وغير معروفين وظيفتها إظهار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بصورة واحدة وتتداول هذه الحسابات الخبر نفسه بالصيغة نفسها.
وتعمل هذه الحسابات على توجيه القارئ العربي لهدف معين وهو التصديق بأن اردوغان هو زعيم العالم الإسلامي الذي يخاف على مصالحه ويدافع عنها بشجاعة في مواجهة الغرب الكافر.
جيش أردوغان الإلكتروني نعم! ربما أول مرة تسمع هذا الجملة ولكن هذه الجملة مشهورة ومتداولة في الشارع التركي (trol) وخاصة بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي.
بدأ هذا الجيش نشاطه الجدي بعد محاولة الانقلاب المزيف في 15 يوليو/ تموز، وتصاعد نشاطه عقب التصالح مع كل من إسرائيل وروسيا.
وقد سيطر أرودغان على الإعلام المرئي والمقروء والمسموع وهذا بشهادة أحد المقربين من السلطة الحاكمة في تركيا الباحث محمد زاهد جول من أن أردوغان بات يسيطر على نحو 80% من الإعلام في تركيا، وظهر هذا أكثر من خلال الرسائل التي تمت قرصنتها من حساب وزير الطاقة التركي برات البيراق صهر الرئيس أردوغان، والتي تظهر الضغوط على مجموعة دوغان الإعلامية، والتي قدم مدير المجموعة استقالته بعد هذه التصريحات والتي تظهر علاقته بالحكومة وتوجيه الرأي العام لصالح أردوغان.
فهذا الجيش الإلكتروني يعمل في الفترة الأخيرة على إظهار أردوغان وكأنه الرئيس المسلم الوحيد في العالم الذي يخاف على المسلمين ويحمل همومهم ويعمل على انقاذهم، فيظهرونه وهو يؤذن ثم تقوم بيقية الحسابات بإعادة مشاركته وكذلك وهو يقرأ القرآن وغير ذلك.
وهذا شيء جميل أن يقرأ الرئيس أردوغان القرآن أو يؤذن، ويشكر عليه، ولكن تصوير هذا وكأنه الوحيد هو ما نقصده، فهناك رؤساء في البلاد الإسلامية يقرأون القرآن ويصلون إلا أن التركيز على أردوغان وكأنه أتي بما لم يأت به الأوئل شيئ يثير الريبة.
يركز هذا الجيش في الفترة الأخيرة على نقل مشاجرة أردوغان في دافوس في بداية عام 2009 أردوغان في حضور الرئيس الإسرايلي وقتها شيمون بيريز الذي توفي منذ أيام، لكنه يتغافل عما قاله أردوغان بعد ذلك في المؤتمر الصحفي تعليقا على هذا الموقف قائلا :” إنني لم أقصد الرئيس بيريز بهذه الكلمات بل كان كل اعتراضي على منسق الجلسة وإنني كنت ادافع عن حقوق الموسويين في الجلسات السابقة”. وينسون تصريحات أردوغان عند اسقاط الطائرة الروسية وتأكيده أنه لن يعتذر ويذكرونه عند إعادة العلاقات وكأنه هو الفاتح الهمام على الرغم من أنه اعتذر وأظهرته موسكو ذليلا بإعلانها أنه قدم اعتذارا صريحا.
ووصل الأمر إلى ان بعض المواقع التركية في الفترة الأخيرة تداولت تصريحات لبعض المنتسبين لحزب العدالة، بأنه يجب أن يكون هناك 5 آلاف شخص مستعدين عند الحاجه للتدخل وتغيير وجهة النظر العامة على مواقع التواصل الاجتماعي، واقتراح صاحب الفكرة أن يكون العمل جماعيا بدلا عن العمل الفردي الحالي ويكون التواصل بين الجميع على برنامج تليجرام .