واشنطن (الزمان التركية) – أكدت ماري بيث لونج، عميل وكالة المخابرات المركزية الأمريكية السابق، والذي يعد الشخصية الأبرز التي من المنتظر أن تنضم إلى فريق الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب أن الإدارة الأمريكية لن تتخلى عن الأكراد في سوريا والعراق خلال المرحلة المقبلة وعلى تركيا تقديم المزيد من الاقتراحات من أجل إقناع ترامب في هذا الصدد”.
وبحسب صحيفة “حريت” التركية فإن لونج قالت: “لقد أصبح الأكراد سواء في العراق أو في سوريا أكثر القوى فاعلية حتى الآن. لذلك فإن الشيء الأخير الذي قد تريدونه هو سحبهم من ساحة المعركة أو تقليص قدراتهم”، موضحة أن مخاوف تركيا من استقلال الأكراد هو الشيء الذي سيعيد التوازن لاستراتيجيات الولايات المتحدة الأمريكية.
وأوضحت لونج أن الإدارة الأمريكية من الممكن أن تتصرف بطريقة مختلفة مع الأكراد في سوريا والعراق، قائلة: “نحن نعرف أن الأكراد في سوريا يمثلون الهم الأكبر المؤرق لنوم أردوغان. ربما يكون هناك اختلافات طفيفة في التعامل مع هذه القضية لدى المسؤولين الأمريكيين، ولكنني لا أظن أن الإدارة الأمريكية ستتخلى عن الأكراد سواء في سوريا أو العراق في معركتها ضد تنظيم داعش. ولا أظن كذلك أنها ستتخلى عن المنطقة العازلة التي يمثلها الأكراد هناك. فالأكراد سيمثلون ستارًا عازلاً بين الإدارة الأمريكية والحلف المعادي لها “الأسد، وروسيا، وإيران”. ولا أظن أنها تريد أن تخسر هذا الستار العازل. وفي رأيي هذا الموضوع يستحق التقييم والدراسة جيدًا من قبل أردوغان. ففي النهاية هذه الكيانات ستكون لها حدود مع الدولة التركية”.
ترامب سيتوجه لتحقيق أفضل مساومة
وأشارت لونج إلى أنه في حالة نجاح الأكراد في سوريا في تأسيس دولة، فإنها ستكون بمثابة منطقة عازلة بين تركيا وسوريا، مؤكدة أن موقف الإدارة الأمريكية تجاه تركيا سيكون متعدد الاتجاهات وأنها ستعمل جاهدة على المحافظة على علاقاتها مع الطرفين.
وأوضحت لونج أن هناك احتمالاتٍ كبيرةً بأن يعمل ترامب جاهدًا لإقناع الرئيس التركي أردوغان بأهمية الأكراد لمكافحة تنظيم الدولة “داعش”، مشددة أن ترامب سيبني سياساته وعلاقاته السياسية على مبدأ “خذ-أعط” (عملية الأخذ والشراء) المتبعة في التعاملات التجارية.
وقالت لونج: “لذلك فإنه سيسعى لتحقيق أفضل المفاوضات والمساومات في هذا السياق. كما أنه سيقوم بالاستماع لأي اقتراحاتٍ تركية تنطوي على أهمية أكثر من الحكم الذاتي للأكراد في سوريا”.
على تركيا أن تطرح اقتراحات أكثر جاذبية
وردت لونج على السؤوال الموجه له: “ما الذي من الممكن أن تقترحه تركيا للوقوف في وجه استراتيجية الإدارة الأمريكية لاستغلال الأكراد كستار بينها وبين أعدائها” بقولها: “لا أعلم بالضبط؛ ولكن سيكون على تركيا التقدم باقتراحات وأفكار خلاقة جديدة في هذا الصدد. فإذا تمكنت من تقديم أدلة مادية للرئيس ترامب، حول وجود علاقة بين الأكراد والعمليات الإرهابية، عندها أجزم بأن الرئيس سينظر بجدية في الأمر”.