القاهرة (الزمان التركية) – كثير منا لا يعرف شيئا عن العطور ولا يستطيع أن يفرق بينها أو يعرف أسماءها لذلك.. في هذه المقابلة مع الأستاذ عبد الملك المصري خبير العطور.
سمعنا عن مفهوم إعادة ثقافة الإحياء واستخدمت هذه المصطلح في مع العطور فهل ممكن أن تحدثنا عن هذه المصطلح وعن صناعة العطور في عالمنا؟
للعلم، صناعة العطور الحديثة كما نفهمها هي جديدة نسبيا، إذ يعود تقييمها إلي آخر 130 عاماً. ويصعب على التاريخ الحديث تقيم العطور القديمة أو الطرازات القديمة منها، لأن صناعة العطور يكتسب دائما صفة التجديد والعصرية، لأن العامل في هذا المجال يسعى دائما للبحث عما هو جديد وإطلاق منتجات جديدة، وتصميمات أحدث حتى يتمكنوا من إطلاق رائحة جديدة.
بعضنا لا يستطيع أن يفرق بين عطر وآخر فهل جميع العطور المعاصرة تحمل نفس الرائحة؟
هنا تكمن المفارقة. الصيغ العطرية لا يمكن نسخها تماما، لأسباب فنية وقانونية على حد سواء؛ يجب دائما أن تطرح بإضافة مواد جديدة. لذلك، كل تركيبة من الناحية الفنية هي جديدة، ولذا تتطور بطبيعتها، فخلق تركيبات العطور تتجدد بإستمرار مع الوقت، ولأن طموح معظم ماركات العطور الكبيرة هو خلق الموضة الكبيرة والمؤثرة، وخلق نوع من العطر سيتحدث عنه الجميع، لأنه “لا يمكنك أن تتوقف عن شمه غالباً”، ومع ذلك، الرائحة التي بدأت حياتها بطريقة جريئة ومبتكرة تنتهي طي النسيان لأن عملية اختبار السوق لها أساليبها الخاصة في التعامل مع المستهلكين ، فإن كلا من فكرة العصرية والإحياء تضيع باستمرار مع بداية سلسلة التوريد بحيث أن المستهلك نفسة لا يمكنة أن يلتقط تلك الفروق الجديدة. ففي النهاية هو نسخة مع بعض الإضافات المطروحة، وهذه السياسة في النهاية أوصلتنا إلى سياسة “البقاء للأصلح” الداروينية الآلية، التي ترى تغييرات بطيئة وطفيفة تقود في النهاية لبعض العطور المهيمنة ذات الأسلوب الخاص.
وهناك بعض التركيب التي ستبدل مكونات القلب والقاعدة في ذاك العطر أو أي عطر آخر، أو تعمل علي إضافة الجريب فروت بدلاً عن البرغموت في قمة تلك الرائحة!.