أنقرة (الزمان التركية): وجه رئيس حزب الشعوب الديمقراطي الكردي التركي صلاح الدين دميرتاش انتقادات شديدة لرئيس حزب الحركة القومية دولت بهشالي الذي أثار النقاش حول فرض النظام الرئاسي في تركيا مرة أخرى، وذلك من خلال التذكير بتصريحاته السابقة حول بلال أردوغان، نجل أردوغان المتهم بالفساد، حيث قال: “لم تستطع أن تستلم بلال، بل على العكس ذهبت وسلّمت حزبك لأردوغان”.
فقد أعاد دميرتاش بهذه التصريحات إلى الأذهان الشروط التي أعلنها بهشالي عقب انتخابات السابع من يونيه/حزيران العام الماضي من أجل التحالف مع حزب العدالة والتنمية وتأسيس حكومة ائتلافية، وكان تسليم نجل أردوغان المتهم بالفساد للسلطات القضائية من ضمن هذه الشروط، حيث كان بهشالي قال آنذاك: “ألن نحاسب بلال على النقود الهائلة التي اختلسها وأخفاها؟ لذلك يجب عليه (أردوغان) أن يسلّم بلال قبل كل شيء لكي يستلم منّا السلطة والحكومة”.
وأفاد دميرتاش أن اللقاءات الجماهيرية والاجتماعات التي عقدها أردوغان وحزب العدالة والتنمية عقب المحاولة الانقلابية قسمت تركيا إلى جزئين وتابع: “اجتمعوا تحت سقف العنصرية والفاشية، وحولوا هذه اللقاءات والاجتماعات إلى منصات لإعلان من يمتنعون عن مبايعة أردوغان وحزبه أعداءً وإرهابيين وخونةً للوطن”.
وأكد دميرتاش أن السياسيين المعارضين بايعوا أردوغان كذلك، وجدد انتقاده لبهشالي قائلاً: “إنك شخص مستعد للتضحية بكل شيئ، بما فيه الرئاسة، من أجل الحفاظ على منصبك. لم تستطع أن تستلم بلال، بل قمت ببيع وتسليم حزبك لأردوغان. أنا احترم الرجل الذي لديه قضية ورسالة يدافع عنها، سواء كان قومياً أو يمينياً أو يسارياً أو إسلامياً. وبالنسبة لي يصبح الشخص محترماً جدا بقدر تمسكه بقضيته ورسالته بكل صدق وإخلاص. لكن الشخص الذي يحيك سيناريوهات ومؤامرات ويبيع حزبه ورفقاء دربه تحت “عباءة رجل المهمة والرسالة” فهذا الإنسان خطير جداً”، على حد تعبيره.
جاءت تصريحات دميرتاش هذه على خلفية إعلان رئيس حزب الحركة القومية دولت بهشالي استعداده لدعم النظام الرئاسي بشرط عودة أردوغان إلى حدود مهامه المحددة بالدستور.
وهذه التصريحات تسبّبت في رد فعل حزب الشعب الجمهوري؛ أكبر أحزاب المعارضة في تركيا، حيث وصفت المتحدثة باسم الحزب سلين سايك بوكى دولت بهشالي بـ”الإطار الاحتياطي” لقصر الرئيس رجب طيب أردوغان.