(الزمان التركية): عقب استقالته من منصبه كرئيس تحرير لصحيفة جمهوريت التركية المعروفة بتوجهاتها العلمانية، كتب جان دوندار مقالا لوداع الصحيفة وقرائها.
وقال دوندار في مقاله إنه قرر ألا يسلم نفسه للقضاء التركي الذي بات مسيساً ينفذ قرارات الرئيس رجب طيب أردوغان.
وأضاف دوندر أن الثقة بقضاة تركيا في ظل غياب القانون وإمكانية محاكمة عادلة هي بمثابة وضع الرأس على المقصلة، مشيراً إلى أن عضوين من المحكمة التي أخلت سبيله تم اعتقالهما قبل وقوع الانقلاب الفاشل.
وأكد دوندار أن الحكومة التركية الموجهة من قبل أردوغان هي التي ستحاكم المتهمين، بدلا من القضاة والمحاكم. “لذلك اتخذت قراراً بعد تسليم نفسي للقضاء الحالي حتى انتهاء مدة حالة الطوارئ في البلاد”.
يذكر أن جان دوندار الذي تولى رئاسة صحيفة جمهوريت قرابة عام ونصف هو الذي نشر التسجيل المصور الذي يكشف عن وجود أسلحة في شاحنات المخابرات التركية في طريقها إلى تنظيم الداعش الإرهابي في سوريا.
وكان أردوغان هدد دوندار بقوله: “لن أتركه بعد أن كشف عن أسرار الدولة” في إشارة منه إلى شاحنات المخابرات المحملة بالأسلحة.
واعتبرت المحكمة تصريحات أردوغان المذكورة تعليمات منه، وأصدرت قراراً باعتقال دوندار.
وعلى خلفية اعتراض دوندار على القرار لدى محكمة الاستئناف، قضت المحكمة بالإفراج عنه بعد نحو شهرين من الحبس، وذلك في أعقاب إصدار المحكمة الدستورية قراراً بأن ما قام به دوندار ليس بجريمة وإنما هو عمل صحفي.