أنقرة (الزمان التركية): عشية محاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا في الخامس عشر من يوليو/ تموز الماضي استهدفت الحكومة التركية الأبرياء والداعية فتح الله كولن وحركة الخدمة قبل أن تتضح أبعاد الواقعة وبدون أي تحقيقات.
ومارست السلطات التركية كل أشكال الظلم مع أناس لا علاقة لهم بمحاولة الانقلاب لا من قريب ولا من بعيد، يعملون فقط على فتح المدارس والمراكز التعليمية والجمعيات الخيرية ومساكن الطلاب وجمع المساعدات الدراسية للطلاب الفقراء.
وخلال هذا المقال نروى لكم قصةً بعثت بها إحدى السيدات إلى موقع” الزمان التركية” ورفضت الإفصاح عن اسمها خوفا من التنكيل بها.. تروي السيدة قصتها قائلة:
“في تمام الساعة السادسة والنصف صباحاً قدم ثمانية أشخاص إلى المنزل وضغطوا على جرس الشقة. كان أحدهم يحمل رشاشا في يده وينتظر على باب الشقة. وكان بعض رجال الشرطة ينتظرون أمام باب الشقة حاملين رشاشات وكأنهم يداهمون شبكة إرهابية كبيرة. ثم دخل رجال الشرطة بسرعة إلى المنزل لتفتيشه. وكانوا يصرخون باستمرار قائلين “أعطونا الحاسب الآلى إن كنتم تخبئونه فستعرضون أنفسكم للمسائلة”. وعلى الرغم من إخبارهم بأن المنزل لا يحتوى أية حواسب آلية ظلوا يصرون على أن نمنحهم الحواسب الآلية والحواسب اللوحية وأن ندلهم على أماكن كتب السيد فتح الله كولن..
فور دخولهم المنزل قاموا بمصادرة هواتفنا أولاً. وعلى الرغم من مطالبتنا بتغيير ملابسنا ثم الذهاب معهم لم يسمحوا لنا بهذا. أخبرتهم أنني سألد بعد أسبوعين وأني مكثت في المستشفى لمدة يومين بسبب تعرضي لنزيف، لكنهم لم يستمعوا لي بأي شكل من الأشكال. كما أنهم لم يسمحوا لي باصطحاب طفلي البالغ من العمر خمس سنوات، لم يسمحوا بهذا فاضطررنا لتركه في المنزل بمفرده نائماً ثم توجهنا إلى مركز الشرطة. تركونا حتى الساعة 18:30 مساءً داخل غرفة دون طعام أو شراب. أعاني من ضيق في النفس بسبب الحمل ولم يسمحوا لنا حتى بفتح نوافذ الغرفة. ظلوا يسألوننا في مركز الشرطة عن المكان الذي نخفي فيه الحاسب الآلي، لكنني عجزت عن إقناعهم بأننا لانمتلك أي حاسب آلي. وكانوا دائما يقولون “لو سمحوا لنا لأطلقنا النار على جباه عديمي الشرف من أمثالكم” بهدف استفزازنا.
أكثر شئ أصروا عليه هو أن نمنحهم أسماء شخص أو شخصين كي ننجو بأنفسنا، وإلا سيصبح من الصعب الخلاص من هذا المأزق. بعد الإدلاء بإفاداتنا وُضِعت في سيارة ووضِع زوجي مكبلاً في سيارة أخرى، وتم اقتيادنا إلى المستشفى للخضوع للفحص الطبي. بعدما تم إطلاق سراحي، عدت من المستشفى إلى المنزل بمفردي، إذ إنهم قاموا باقتياد زوجي. وعندما عدت إلى المنزل علمت أن الشرطة قدمت إلى المنزل مرتين بعد اقتيادنا إلى مركز الشرطة على أمل أن يجدوا شيئًا رغم تفتيشهم المنزل واكتشافهم أن المنزل لايوجد به شئ. وعندما سألهم الجيران عن سبب قدومهم مرة أخرى إلى المنزل رغم اعترافهم بأن المنزل لا يوجد به شئ قالوا إن قوات الشرطة السابقة لم تستطع العثور على شئ، لهذا سيفتشون المنزل مرة أخرى.
وأثناء تفتيشهم المنزل قال لي جيراني إنهم ظلوا يبحثون بإصرار عن الحواسب الآلية”.
https://youtu.be/KbF86IyriPE