القاهرة (الزمان التركية) – أكد المعارضان التركيان تورجوت أوغلو المدير الإقليمى لصحيفة “زمان” التركية المعارضة، وإسحاق إنجى رئيس تحرير صحيفة “زمان” باللغة العربية فى حوار لهما مع ” اليوم السابع” قوة العلاقة التي تربط بين الرئيس التركى رجب طيب أردوغان وتنظيم “داعش” الإرهابى.
وقال تورجوت أوغلو إن الرئيس التركى رجب طيب أردوغان يحتضن المئات من عناصر تنظيم “داعش” الإرهابى فى مدن تركية كبرى، منها إسطنبول وأزمير لاستخدامهم لوأد أى مظاهرات تخرج ضده تطالبه برحيله عقب حملات القمع التى قادها ضد الشعب التركى.
أردوغان حليف داعش ومموله الرئيسى
وأضاف أوغلو أن المواطنين فى هاتين المدينتين شاهدوا تلك العناصر تقوم بتأدية الصلوات الخمس فى شوارع المدينيتن على مرأى ومسمع من السلطات التركية دون أن يتم اتخاذ أى إجراء ضدهم، وهذا يدل على مدى العلاقة الوثيقة بين نظام العدالة والتنمية وتنظيم داعش الإرهابى.
وأكد أوغلو أن أردوغان حول تركيا إلى سوريا والعراق باستضافته تنظيم داعش الإرهابى داخل الأراضى التركية، بالإضافة لتمويله الكبير لهم فى كل من سوريا والعراق، والدليل أنه لم يقع أى اشتباك مباشر بين القوات التركية الموجودة فى العراق وبين عناصر تنظيم داعش فى معسكر بعشيقة، موضحا أن أردوغان استغل وجود داعش فى العراق ليقوم بتصفية الأكراد.
وكشف أوغلو النقاب عن أن شركة حراسات خاصة تعمل أيضًا فى مجال الاستشارات والتدريبات العسكرية في تركيا تسمى ” sadat ” ساهمت فى تدريب عناصر تنظيم داعش الإرهابى داخل الأراضى التركية، وتم إرسال هؤلاء لقتال القوات العراقية فى الموصل وغيرها من المدن.
وأضاف أوغلو أن مدير الشركة عدنان تانريفردى تم تعيينه كبيرا لمستشارى أردوغان عقب محاولة تحرك الجيش التركي الفاشلة في 15 يوليو / تموز الماضي، نظرًا لإسهام عناصر تابعة للشركة فى إلقاء القبض على المتورطين فى تحرك الجيش.
من جانبه أشار اسحاق إنجى إلى أن أردوغان يتبع سياسة قمع الإعلام من أجل تضليل الشعب التركى، حيث قام باستهداف العديد من وسائل الإعلام وفى مقدمتها الصحف خوفًا من خروج الشعب التركى عليه والإطاحة به، حيث قام سابقًا بغلق صحيفة “زمان” ومصادرة أموالها واعتقال رئيس تحرير صحيفة “جمهوريت”، موضحًا أن أية صحيفة ستخرج من تحت عباءته سيقوم بإغلاقها أو مصادرة أموالها.
وأكد إنجى أن الشعب التركى هو الوحيد القادر على إسقاط أردوغان من خلال صناديق الانتخابات فمن أتى به وجعله فى سدة الحكم قادر على الإطاحة به ، دون تحرك من الجيش أو أى تدخل خارجى، فالأمر لايحتاج إلى انقلاب عسكري.
مشروع الشرق الأوسط الكبير لأردوغان
وكشف إنجى النقاب عن أن المخابرات الأمريكية عرضت على رئيس الوزراء التركى الراحل نجم الدين أربكان” فى بداية الألفية الجديدة مشروع الشرق الأوسط الكبير فرفض، فى حين وافق أردوغان وقبل شروطا ثلاثة هي أن يكون ظهيرًا وحاميًا لإسرائيل، وأن يحافظ على المصالح الأمريكية، وأن يخلق شكلا جديد للإسلام يكون أكثر تطرفًا وهو ما نعيشه الآن فيما يعرف بتنظيم داعش الإرهابى.
وحول مصير العلاقات بين الولايات المتحدة وتركيا عقب فوز دونالد ترامب فى انتخابات الرئاسة الأمريكية، قال اسحاق إنجى إن ترامب لن يدخل تغييران على السياسة الأمريكية تجاه تركيا لأن السياسة الأمريكية واحدة حتى ولو تغير الأشخاص، مضيفًا أن تركيا لن تلجأ إلى طرد الإخوان المسلمين منها رغم العداء بين ترامب والإخوان إلا أن مواقفه تجاه المسلمين ستتغير فالتصريحات التى تطلق خلال الحملات الانتخابية تتغير بعد تولى الرئيس الجديد الإدارة الأمريكية.
وبدوره قال تورجوت أوغلو، حول هذا الأمر، إن الولايات المتحدة تستخدم كلًا من أردوغان وداعش لتنفيذ مصالح لها فى منطقة الشرق الأوسط، وبعد أن يتحقق ذلك سيتم التخلص من أردوغان وداعش، موضحًا أنه عندما ظهر تنظيم “القاعدة” بزعامة أسامة بن لادن كان هناك صراع عنيف بين القاعدة والاتحاد السوفيتى وكانت الولايات المتحدة مستفيدة من ذلك، وعندما رأت الإدارة الأمريكية أن مصلحتها انتهت مع القاعدة بدأت فى تصفيتها إلى أن تم اغتيال بن لادن فى عام 2011 .
العلاقات المصرية – التركية
وحول العلاقات “المصرية – التركية”، قال أوغلو إنه على الرغم من وجود خلافات سياسة بين القاهرة وأنقرة سببها جماعة الإخوان المسلمين، إلا أن هناك علاقات تجارية وسياحية بين البلدين، مضيفًا أن الحكومة التركية تعلم جيدًا أن أردوغان لن يستطيع أن يكون علاقات طيبة مع الدول العربية إلا من خلال مصر، لكونها دولة رائدة فى المنطقة رغم الأزمة الاقتصادية التى تمر بها، والقوة الناعمة لمصر تجعلها دائمًا مفتاح دخول المنطقة العربية، لذلك نجد دائمًا رئيس الوزراء التركى بن على يلدريم يتحدث عن علاقات تجارية مع القاهرة رغم الخلافات السياسية.
وأكد أن هناك 22 دولة عربية فى المنطقة لا تقيم تركيا علاقات سوى مع 4 منها فقط هى السودان وموريتانيا والسعودية وقطر، فى حين لا تقيم علاقات مع الدول العربية الأخرى.
وأضاف أن علاقة تركيا مع دول الخليج هدفها المصلحة الاقتصادية دون أى هدف آخر، مشيرًا إلى أن هناك دولا خليجية واعية لمساعى أردوغان الخبيثة مثل الكويت والإمارات ولا تلقى بالًا له، ومواقفها متشابهة مع الموقف المصرى تجاه أنقرة.
ومن جانبه قال إسحاق إنجى إن الاقتصاد التركى متأثر هو الآخر بسبب الخلافات السياسية مع مصر، حيث أن الاقتصاد التركي منذ عام 2013 فى حالة غير مستقرة نظرًا لعدم تمكن المستثمرين الأتراك من الاستثمار فى مصر، رغم أن هناك مصانع تركية موجودة فى كل من الاسكندرية وبرج العرب ومدينة 6 أكتوبر، وهناك 100 مصنع تركى بها الآلاف من العمال المصريين.