موسكو (الزمان التركية) – قالت صحيفة “إيزفيستيا” أن مساعدة القوة الجو-فضائية الروسية يمكنها إنقاذ الهجوم، الذي يراوح مكانه، عند الباب المعقل الشمالي لتنظيم داعش الإرهابي في ريف حلب في سوريا.
وذكرت الصحيفة الروسية أن الطيران الحربي التركي وطيران التحالف، الذي تقوده الولايات المتحدة، ليس بمقدورهما تقديم الدعم الجوي المطلوب في الهجوم على الباب معقل “داعش” في شمال سوريا. وبسبب نقص الدعم الجوي المطلوب، تمكن إرهابيو “داعش” من طرد القوات التركية وحلفائها من فصائل المعارضة السورية من بلدة سفلانية المهمة استراتيجيا، ولم يتح “داعش” لهم فرصة إحكام السيطرة على المشارف الشرقية لمدينة الباب. لذا، يعتقد العديد من الخبراء أن مساندة القوة الجو-فضائية الروسية قد تلعب الدور الحاسم لاحقا في عملية تحرير الباب.
وفي نهاية الاسبوع الماضي، تمكن تنظيم “داعش” من انتزاع بلدة سفلانية، التي تبعد ستة كيلومترات عن مدينة الباب، وتمكن بذلك من منع المهاجمين من الوصول إلى الضواحي الشرقية للباب ووضعها بين فكي كماشة. وسقط للأتراك في الهجوم على سفلانية ما لا يقل عن 5 قتلى و9 جرحى. كما دمر لهم “داعش” ما لا يقل عن دبابتي “ليوبارد-2”.
ورأت وسائل الإعلام التركية أن أحد أسباب الفشل الجديد حول الباب يكمن في ضعف التغطية الجوية التركية للقوات البرية المهاجمة. وفي حقيقة الأمر، فإن البيانات الرسمية عن عدد الضربات الجوية التركية، لا تبعث كثيرا على التفاؤل ويعود الذنب في ذلك كله إلى حملة التطهير الواسعة، التي تعرض لها سلاح الجو التركي على خلفية محاولة الانقلاب الفاشلة يوم 15 يوليو/ تموز 2016. إذ كان ضباط سلاح الجو التركي هم الأكثر فاعلية بين المشاركين في مؤامرة الانقلاب الفاشل. فقد هاجمت الطائرات والمروحيات مبنى البرلمان التركي، بل وبرز خطر إسقاط طائرة الرئاسة. وعلى ضوء التحقيقات، جرى إقالة أو سجن ما لا يقل عن 350 طيارا حربيا من ذوي الخبرة والكفاءة.
وقالت الصحيفة إنه في الوقت الراهن، ونتيجة لهذه الاحداث، بقي لكل طائرة حربية أقل من طيار ونصف في إطار الحساب النسبي. ويعدُّ هذا مؤشرا بالغ السوء، وعلى وجه الخصوص بالنسبة إلى جيش يخوض حربا تتطلب الحركة الديناميكية الفعالة.
ولفتت الصحيفة إلى أنه كان بإمكان التحالف الدولي إنقاذ الوضع. وكانت أنقرة قد أجرت محادثات بشأن الدعم الجوي الاميركي لقواتها، لا سيما وأن الولايات المتحدة تقود عملية “العزم الراسخ” ضد تنظيم “داعش” في العراق وسوريا. وعلاوة عن ذلك، تعدُّ تركيا شكليا عضوا في هذا التحالف. ولكن الخلاف حول المسألة الكردية بين الدولتين شكل عائقا جديا أمام ذلك، وحاولت الولايات المتحدة بدورها ثني الأتراك عن تنفيذ العملية العسكرية في الباب، بذريعة أن هذا التحرك محفوف بمواجهة خطيرة مع الأكراد، الذين تحتاج إليهم واشنطن في عملية تحرير الرقة عاصمة “الخلافة”.
وقالت الصحيفة الروسية إنه لهذا، فإن كل الآمال الآن معلقة على القوة الجو-فضائية الروسية، التي استعرضت قدرتها على التنفيذ المكثف للعمليات الحربية الجوية. ووفقا لمعطيات شبكات التواصل الاجتماعي، يقوم الآن الطيران الحربي الروسي بتوجيه ضربات إلى مواقع “داعش” جنوب الباب في مؤخرة الإرهابيين، لتدمير إمدادات “داعش”، والحيلولة دون وصولها إلى المدينة.
وبحسب رأي كبير الباحثين في مركز الدراسات العربية والإسلامية في معهد الاستشراق قسطنطين ترويتسيف، لا يُستبعد أن يحرر الأتراك مدينة الباب بقوة مشتركة مع الجيش السوري بمساند فعالة من الطيران الحربي الروسي.
ويؤكد ترويتسيف أن القوات الحكومية السورية بدأت هجوما إلى الشرق من مدينة حلب في المناطق، التي يسيطر عليها تنظيم “داعش”، وبإمكانها الوصول قريبا إلى الباب، ولعل جغرافية الضربات الجوية تشير إلى ذلك، كما أن تجربة أجريت خلال الأسبوع الماضي بتوجيه ضربات مشتركة، أكدت إمكانية التعاون الفعال، كما ذكر ترويتسيف.