أنقرة (الزمان التركية): ادعى أحد ضباط الجيش التركي المعتقلين في إطار تحقيقات محاولة الانقلاب الفاشلة التي شهدتها تركيا منتصف شهر/ تموز الماضي أن كلاً من رئيس هيئة الأركان العامة للجيش خلوصي أكار ورئيس جهاز المخابرات هاكان فيدان؛ الذي يصفه الرئيس رجب طيب أردوغان بـ”كاتم أسراري” متورطان في هذه المحاولة.
كما أن البرلماني من صفوف حزب العدالة والتنمية الحاكم ، والذي يعمل صحفيا، شامل طيار زعم على قناة تليفزيونية تركية أن رئيس هيئة الأركان خلوصي أكار متورط في المحاولة الانقلابية، مطالباً بإقالته من منصبه وإحالته إلى المحكمة.
ونشر موقع أودا تيفي (Oda tv) الإخباري التركي إفادة الرائد يوسف أكدمير المعتقل على خلفية المحاولة الانقلابية الفاشلة حول الأحداث التي عاشتها تركيا ومقر رئاسة الأركان العامة في تلك الليلة.
وتفسر إفادة الضابط التساؤلات العالقة بشأن سبب انتظار رئيس الأركان ورئيس جهاز المخابرات فيدان، اللذين اختفيا أثناء المحاولة الانقلابية، داخل رئاسة الأركان لساعاتٍ خلال المحاولة الانقلابية دون إبلاغ أحد وما إن كانا متورطين في المحاولة الانقلابية.
وجاء نص إفادة الرائد على النحو التالي:
“في صباح يوم الخامس عشر من يوليو/ تموز الماضي وكالعادة عبرت مدخل المدرسة النظامية في حدود الساعة الثامنة ونصف متوجهاً إلى عملي الذي يبدأ في تمام التاسعة، وكما هى العادة في كل عام نعمل كثيرًا خلال شهر يوليو/ تموز بسبب الاستعدادات لاجتماع مجلس الشورى العسكري. وبناءً على سجلات الدخول والخروج فإننا لا يمكننا مغادرة العمل قبل الساعة 21:00. وفي تمام الساعة 20:00 من ليلة الخامس عشر من يوليو/ تموز الماضي كنا في قاعة “تشاكماك” للاجتماعات التي يُعقد فيها مجلس الشورى العسكري، وذلك من أجل مناقشة التغييرات التي أجرتها رئاسة الجمهورية في قيادة طواقم القوات المسلحة قبل نحو ثلاثة أو أربعة أيام ودخلت حيز التنفيذ. وشارك في الاجتماع ضباط من الشعب الأخرى أيضاً. في بداية الاجتماع قدم رئيس الشعبة جميل توران وأخبرنا أن نبدأ الاجتماع. استمر الاجتماع لمدة 45 دقيقة. وبعد مرور ساعة قدم رئيس الشعبة مرة أخرى في حوالي الساعة 20:45 -21:00 وطلب من الجميع المغادرة إلا أنا والرائد مصطفى والنقيب يالتشين والرقيب كنان وطالبنا بجمع الأوراق ثم غادر.
بعدها غادر الملازم الأول جيهانجير إلى غرفة النظام وتبقى خمسة ضباط في غرفة اجتماع مجلس الشورى العسكري تنفيداً للأوامر. بعد 15 دقيقة سمعنا ضوضاء ومطالبات بالانبطاح على الأرض. لم أغادر الغرفة، فقد كنت اعتقد أن النيابة العامة تشنّ حملة ضد الكيان الموازي وتعتقل البعض. في تمام الساعة 22:00 طُرق باب الغرفة وعندما فتحت رأيت رئيس الشعبة جميل توران يخبرنا بمغادرة الغرفة والانتظار داخل الشعبة. وأثناء توجهنا إلى الشعبة رأينا في الأروقة بعضاً من أفراد القوات الخاصة ملثمين ويحملون رشاشات. جلسنا على طاولتنا داخل الشعبة وبدأنا في الانتظار. واصلنا عملنا ثم بدأنا نسمع أصوات الطائرات أعقبتها أصوات الدبابات والمدرعات. إحدى الدبابات تمركزت أسفل نافذة غرفتنا. في حوالي الساعة 1:20 فتحنا التلفاز وفي تمام الساعة الثانية أدركنا أن ما يحدث هو انقلاب”.
خروج رئيس المخابرات من وراء الانقلابيين ومغادرته المكان
هذا كان النص الرسمي لإفادة الرائد، لكن الرائد زعم أن القاضي الذي حكم بحبسه لم يذكر العديد من التفاصيل في المحضر مما دفعه إلى نشر تلك التفاصيل في الرسائل التي كتبها لأفراد أسرته خلال اللقاء الأول وما تبعه من لقاءات. حيث أفاد الرائد أنه أثناء توجههم إلى الشعبة بعدما أخرجهم رئيسها جميل توران من قاعة اجتماع مجلس الشورى العسكري لم يروا فقط الملثمين المسلحين، بل رأوا أيضا رئيس المخابرات وطاقمه خلف الانقلابيين وهم يغادرون المكان.
تورط رئيسي الأركان والمخابرات في المحاولة الانقلابية
وعلى صعيد آخر أخبر الرائد أخاه الأكبر في أول لقاء لهما داخل الحبس المتزامن مع يوم انطلاق عملية تحرير جرابلس السورية في 24 أغسطس/ آب الماضي أن رئيس الأركان خلوصي أكار ورئيس المخابرات هاكان فيدان متورطان في المحاولة الانقلابية وأن اللعبة أكبر مما تبدو عليه، على حد تعبيره.