أنقرة (الزمان التركية)قالت عائشة بخورلار – وهي من مؤسسي حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا – إن الحزب الحاكم في تونس تخلى عن السياسة الإسلامية واعتمد العلمانية، واعتبرت ذلك بداية مرحلة جديدة في مفهوم الاتحاد الإسلامي.
وفي مقالها بعنوان “هل بدأ عهد جديد في السياسة على الطراز الإسلامي؟” أوضحت كاتبة صحيفة “يني شفق” عائشة بخورلار أن العلمانية حلّت محل السياسة الإسلامية في تونس، معيدة إلى الأذهان تصريحات رئيس حزب النهضة التونسي الشيخ راشد الغنوشي، مؤكدة أن الحزب وضع سياسته في إطار علماني وليس في إطار ديني، على حد تعبيرها.
وأفادت بخورلار في مقالها أن الغنوشي أعلن في مؤتمر النهضة في عام 2016 ضمنيا أنهم تركوا نمط السياسة الإسلامية، متابعة “كان يقول في هذا المؤتمر إنهم تركوا نمط السياسة على النهج الإخواني الذي تم تبنيه خلال ثمانينات القرن الماضي، أي سياسة حسن البنا، ولم يعودوا يدافعون عن أطروحاتهم التي تجمع بين الإسلام والسياسة وإدارة البلاد، وأن حزب النهضة سيتوقف عن العمل كجماعة إسلامية، وسيفصل قسم الحزب السياسي عن قسم الحزب الذي يتولى مهمة الجماعة الإسلامية، وكان يقول إن الدولة المعاصرة لا تُدار عبر الأيديولوجيات والشعارات الرنانة والخلافات السياسية بل تُدار من خلال برامج الحزب”.
تعريف العلمانية في هذا الإطار
كما ذكّرت بخورلار بالكلمة التي ألقاها الغنوشي خلال زيارته إلى أنقرة بقولها: “تحدث عن نموذج الدولة العلمانية التي ترتكز على حقوق الأفراد عوضًا عن مفهوم الإسلام الذي ينتقل من الدولة إلى الفرد – على حد تعبيرها – ودلّل على هذا بممارسات الدول الإسلامية.
ولفتت إلى أنه خلال حديثه عن بلاده، أوضح الغنوشي أن الحصول على رأي الجميع أثناء وضع الدستور كان أمرا في غاية الأهمية، وأن الوضع المعاكس كان سيقودهم إلى انقسام داخل المجتمع، كما ذكر أن الديانة الرسمية لتونس هي الإسلام والمجتمع التونسي مجتمع مسلم، غير أن الأمر المهم ليس القوانين، بل تكاتف المجتمع وتمتع الجميع بالحرية بصورة متساوية وإشعار المواطن بهذا، وعرّف العلمانية في عبارته التي أكد خلالها أن مهمة الدولة هي تحقيق المساواة والعدل للجميع”.
التخلي عن سياسة “الاتحاد الإسلامي”
وأشارت بخورلار في الجزء الأخير من مقالها إلى تخلّي الغنوشي عن مفهوم “الاتحاد الإسلامي”، قائلة “النقطة الأخرى التي أثارت انتباهي في كلمة الغنوشي هي تخليه عن عبارة (راية الإسلام) ونهج (الاتحاد الإسلامي) كمسار سياسي واستبدالها بعبارة (أخلاق الإسلام)، وأرى أنه كان يدعو إلى التوقف عن الانشغال بأمور الآخرين وتركيز كل دولة على نفسها، ويحاول حمل السياسة الإسلامية إلى اتجاه عقلاني، بالنظر إلى العجز الذي يعاني منه العالم الإسلامي، لا يمكن سرد كل ما قال الغنوشي في هذا المقال، لكن المؤكد هو أن مرحلة جديدة قد بدأت في السياسة على الطراز الإسلامي، لا شكّ أن انتقال مفهوم الاتحاد الإسلامي الذي هو من إفرازات فكرة المعاصرة إلى مرحلة جديدة ومناقشة الغنوشي هذا الأمر بمثابة تطور قيّم ونفيس، وأرى أن كلمة الغنوشي أعادت إحياء نقاشات (نموذج المجتمع الإسلامي)، التي شهدتها تسعينات القرن الماضي، ويبدو أن هذه مرحلة جديدة في مفهوم السياسة الإسلامية بعد مراحلها التقليدية والحديثة وما بعد الحداثة”.