أنقرة (الزمان التركية): نشرت دار يوردام للطباعة والنشر كتاب “الحداثة والديمقراطية والدين” للكاتب سمير أمين الذي اشتهر بأفكاره الماركسية والذي قدم إسهامات مهمة للأدب السياسي بعشرات المؤلفات.
ومن خلال هذا الكتاب يعلّق أمين على التطورات التي تشهدها تركيا والشرق الأوسط عبر كتاباته عن الإسلام السياسي. حيث يوضح أن الإسلام السياسي سينهزم في تركيا على المدى القصير قائلا: “ولهذا السبب يشعر العدالة والتنمية بالقلق. ولهذا السبب أيضا يرغب أردوغان في إجراء تغييرات في الدستور ستجعله صاحب كل السلطات. لأنه يرى أن نهايته أوشكت”.
ويشير أمين إلى أن كلاً من تنظيم داعش الإرهابي الذي يزعم أنه جماعة إسلامية متشددة وحزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا الذي يقال إنه جماعة إسلامية معتدلة شيء واحد من حيث جوهرهما. لكن العدالة والتنمية يتعامل بطريقة أقل وطأة من تنظيم داعش الإرهابي لأن هذا ما تفرضه الظروف في تركيا.
وأضاف أمين أنه لا يوجد شئ يُدعى الإسلام السياسي المعتدل، مؤكداً أن كل جماعات الإسلام السياسي تمتلك الجوهر نفسه، مشدداً على أن السلاطين العثمانيين وعزيز مصر محمد علي باشا أدركوا هذا الأمر منذ القدم وبدأوا معركتهم انطلاقا من هذا المبدأ.
كما يوضح أمين أن العدالة والتنمية يستغل الانتخابات كأداة لحماية نظامه الذي سيضمن له القوة المطلقة والبقاء في السلطة إلى الأبد قائلا: “للأسف العدالة والتنمية هو حزب سيختار جرّ البلاد إلى حرب أهلية مقابل عدم فقدان السلطة. فالسلطة هى الشئ الوحيد الذي يسعون إليه وسيفعلون كل شئ من أجلها، بما في ذلك إشعال نار الحرب الأهلية. وتابع: “الآن يستغلون القضية الكردية. ومما لا شك فيه أن حل القضية الكردية لم يكن مسألة صعبة داخل تركيا الديمقراطية. وإلا لماذا سيعجز شعبان يتحدثان لغتين مختلفتين عن العيش داخل دولة واحدة؟ لكن للأسف الحكام والطبقات الحاكمة في تركيا بنا فيهم مصطفى كمال أتاتورك لم يكونوا ديمقراطيين. عجزوا عن إدراك أن مستقبل تركيا بحاجة إلى الديمقراطية وبالتالي لابد من الاعتراف بحقوق الأكراد”.
https://youtu.be/GHKnCc1VDR0