تقرير: يافوز أجار
أنقرة (الزمان التركية): في ظل بقاء كثير من ملابسات المحاولة الانقلابية الفاشلة التي شهدتها تركيا منتصف شهر يوليو/ تموز الماضي تحت الظلام يتواصل صدور اعترافات مثيرة جداً سواء من المسؤولين أو شخصيات موالية للسلطة الحاكمة في البلاد.
ونشر عمر توران، الكاتب والمحلّل السياسي المقرب لحكومة العدالة والتنمية والرئيس رجب طيب أردوغان تغريدة بحسابه على موقع التواصل الاجتماعي تويتر قبل يومين تكشف أن كل المسؤولين، بدءاً من أردوغان وانتهاءً بالمسؤولين المحليين كانوا على علم مسبق بالمحاولة الانقلابية الفاشلة، لكنهم انتظروا لتنطلق المحاولة فعلاً حتى يوظّفوها في تنفيذ انقلاب مضاد، وذلك رغم أن هذا الانتظار دفع ثمنه كثيرٌ من المواطنين الأبرياء والجنود بأرواحهم، لأنهم لم يكونوا يعلمون مهمتهم الحقيقية في تلك الليلة، كما أظهرت ذلك إفاداتهم عند التحقيق معهم.
وقال توران في تغريدته على حسابه @omerturantv: “كثير من الوزراء والنواب البرلمانيين ورئيس الوزراء ورؤساء فروع حزب العدالة والتنمية في المدن والبلدات ورجال الأعمال كانوا يعلمون مسبقاً بالتخطيط لمحاولة الانقلاب غير أنهم سكتوا حتى الساعة الثانية لكي تتبلور الأمور”، على حد قوله.
وهنا تتقفز إلى الأذهان تساؤلات كثيرة.. منها:
متى علم هؤلاء المسؤولون بالمحاولة الانقلابية على وجه التحديد، أقَبْل ساعات أو أيام أو أسابيع أم قبل شهور من وقوعها؟.
لماذا لا يصرحون بذلك؟
لماذا انتظر جهازا المخابرات ورئاسة الأركان العامة مكتوفي الأيدي ولم يتخذا التدابير الكفيلة بالحيلولة دون إراقة الدماء الزكية للمواطنين والجنود الأبرياء؟.
لماذا رفض أعضاء حزب العدالة والتنمية الحاكم في لجنة التحقيق البرلمانية الاستماعَ لشهادات رئيس هيئة الأركان العامة خلوصي أكار ورئيس جهاز المخابرات هاكان فيدان، مع أنهما من المفترض أن يحوزا أهمّ وأصحّ المعلومات المتعلقة بالمحاولة الانقلابية الفاشلة بحكم منصبيهما؟
ما الدافع الكامن وراء تراجع هذه اللجنة عن قرارها المتعلق بالاستماع إلى إفادة الأستاذ فتح الله كولن، مع أن الرئيس رجب طيب أردوغان يتهمه بتدبير هذه المحاولة الانقلابية؟ وهل جاء هذا القرار بعد ممارسة ضغوط؟
ما سبب عدم ردّ أردوغان بالإيجاب أو السلب على تحدّي وطلب الأستاذ فتح الله كولن حول تشكيل لجنة دولية محايدة للتحقيق في المحاولة الانقلابية، بعد أن تسيس القضاء التركي وفقد استقلاله؟
من الذي يسعى لإسدال ستار على هذه المحاولة الانقلابية الخائنة ليبقى الناس في حيرة من أمرهم، ولماذا؟
ألا يعني ذلك أن الذين يبذلون كل ما في وسعهم للتستر على ملابسات الانقلاب الفاشل هم الذين دبروه ونفذوه من أجل تحقيق أهدافهم الشخصية والفئوية والحزبية على حساب الشعب وتركيا بأكملها؟
يبدو أنهم نجحوا وخسرت تركيا!
https://youtu.be/l-FOg0jgwMs