إسطنبول (الزمان التركية) – أرسل الكاتب الصحفي الشاب جُنيد أرات، المفروض عليه الإقامة في منزله منذ 4 أشهر، خطابًا إلى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
وقد أطلق الصحفي الشاب أرات صرخة من أعماق قلبه ليعبر فيها عن الآلام التي يعانيها جراء حبسه في منزله من قبل السلطات القضائية بتهمة إهانته للرئيس أردوغان، ووجه خطابه المؤثر لأردوغان مباشرة قائلًا: “أما آن الأوان لتسمع صوتنا”.
وأوضح أرات أنه منعزلٌ عن حياته العملية أيضًا، وتابع: “سيدي الرئيس، لقد قلتم مرارًا وتكرارًا إنكم تميِّزون وتفرقون بين قادة حركة الخدمة وأتباعها من العامة وقاعدتها الشعبية، ولن تمسوهم بسوء. وها أنا باعتباري صحفيًا محبًّا لحركة الخدمة يعاني من عجزٍ في الرؤية بنسبة 90%، فلقد تعرضت للاعتقال في 15 يونيو/ حزيران الماضي بمدينة أضنة، على يد أربعة من رجال الشرطة. ووجّهوا إليّ تهم الترويج لحركة الخدمة ومدح الجرائم والمجرمين. وبعدها أُطلق سَراحِي من قبل النيابة العامة. وأخيرًا اعتقلوني مرة أخرى يوم 50 يوليو/ تموز الماضي، بعد أن قام 10 من رجال الشرطة في مدينة أضنة بتفتيش منزلي. رفضوا السماح لي بلقاء عائلتي أو حتى محادثتهم تلفونيًا. واستمعوا إلى أقوالي عند منتصف الليل. وفي اليوم التالي، أخذ وكيل النيابة محمد شيرين أجار أقوالي، ثم حول أوراقي إلى محكمة الصلح والجزاء. نعم سيدي الرئيس لم تقرأوا خطأ، فأنا أُعاني من عجز في الرؤية بنسبة 90%، وبالرغم من ذلك وضعوا قيودًا إلكترونية في ساقي، رافضين كل اعتراضات محامي النقابة”.
هل شاركتُ في الانقلاب بعينيّ العاجزتين؟!
وأوضح أرات أنه معارضٌ للانقلاب والانقلابيين قائلًا: “سيدي الرئيس؛ أردت أن أرسل إليك هذا الخطاب بصفتي الصحفي الكفيف الذي ينتقدك بكثرة. فقد أفرحني وأسعدني كثيرًا عندما بادرتم إلى إرسال تغريدة على تويتر لزميلتي الكفيفة “جولشاه”، ثم اتصلتم بها ودعوتم لها. ولكن لا تنسوْا أن هناك بعض العاجزين تعرضوا للحبس في أعقاب انقلاب 15 يوليو/ تموز. لا أعرف إذا كان رجالك سيرسلون خطابي هذا لكم أم لا؛ ولكن أوقفوا الظلم الواقع على المعاقين. أيها الرئيس، فإذا ألحقنا ضرراً بوحدة بلدنا وبقائه ورفاهيته قم باللازم بأشد ما يمكن. ولكننا لسنا إرهابيين. ولم نخُنْ وطننا الذي يقدم لنا ما نحتاجه. أَقُمْنا بالانقلاب بأعيننا العمياء وآذاننا الصماء، وأيدينا الضعيفة وأرجلنا الخائرة أو قدَّمنا دعمًا للانقلاب؟!”.