برلين (الزمان التركية): نشر بنك كوميرز الألماني تقريرا يتضمن توقعات متشائمة بشأن مستقبل الاقتصاد التركي.
وذكر التقرير الألماني، الذي نشر تحت عنوان “تركيا: الاقتصاد ينهار”، بالتجديدات التي طرأت على البيانات الخاصة بالنمو في تركيا، مشيرا إلى أن هذه البيانات للسلطات التركية لم تتضمن الأرقام المجردة من التغييرات الموسمية، لذلك قام بإجراء حساباتهم وتجريد بيانات النمو الصادرة عن هيئة الإحصاء التركية من التغييرات الموسمية.
ويرى خبراء الاقتصاد أن هذه الحسبة تعكس تضاؤل حجم الاقتصاد التركي خلال الربع الثالث من العام الجاري بنسبة 4.5 % مقارنة بالربع السابق له. يذكر أن هيئة الإحصاء التركية قد أعلنت تضاؤل الاقتصاد التركي خلال الربع الثالث من العام الحالي على أساس سنوي بلغ 1.8 %.
ووصف بنك كوميرز هذه النسبة بـ”الكارثة” بالنسبة للاقتصاد التركي، موضحا أنه في حال استمرار الاقتصاد التركي بالانكماش بالنسبة عينها على مدار الأشهر التسعة القادمة فإن حجمه سيتضاءل خلال الربع الثاني من العام القادم على أساس سنوي سيبلغ 16.8 %.
كما توقع البنك الألماني أن يدخل الاقتصاد التركي العام الجديد بمعدلات نمو منخفضة، لافتا إلى أنه سيكون من الصعب على تركيا أن تسجل نموا خلال العام القادم. وذكر البنك أن بيانات النمو تعكس مدى سوء الوضع الحالي للاقتصاد التركي، مؤكدا أن كل التوقعات التركية لعام 2017 محض خيال، على حد تعبيره.
وذكر البنك أيضا أن خبراء الاقتصاد المشاركين في استبيان bloomberg لعام 2017 توقعوا نمو تركيا بنسبة 3.1 %، بينما توقع هو نموا بنسبة 1.9 %، كما توقع أن تشهد الأشهر القليلة القادمة هبوطا حادا.
وأوضح البنك أن هذا الوضع يعني استمرار مرحلة صعبة لليرة التركية التي تعاني حاليا من ضغوط بسبب ارتفاع أسعار العملات الأجنبية.
وعلى صعيد متصل، سجل مؤشر ثقة المستهلك، الذي يتم حسابه من نتائج استبيان اتجاهات المستهلك، الذي يجريه البنك المركزي التركي بالتعاون مع هيئة الإحصاء في تركيا، التي ستتواصل فيها التقلبات الاقتصادية لفترة، تراجعا خلال الشهر الجاري بلغ 8 %، مقارنة بالشهر السابق، حيث بلغت قيمة المؤشر في شهر نوفمبر/ تشرين الثاني المنصرم 68.93 %، ليتراجع خلال الشهر الحالي إلى 63.68 %، مسجلا بهذا أعنف تراجع شهري منذ نوفمبر/ تشرين الثاني من عام 2008.
فخلال عام 2008 الذي شهد الأزمة الاقتصادية العالمية تراجع المؤشر خلال شهري نوفمبر/ تشرين الثاني وديسمبر/ كانون الأول بنسبة 9.6 و8.78 % على التوالي. وبالنظر إلى قاعدة القيمة يتبين أنها النسبة الأقل منذ أكتوبر/ تشرين الأول من العام الماضي.
يذكر أن المؤشر سجل آخر ارتفاع له في شهر أغسطس الماضي .. ويعكس ارتفاع المؤشر عن مستوى المائة وضعا تفاؤليا في معدلات ثقة المستهلك، في حين أن تراجعه عن المائة يعكس وضعا تشاؤميا.
وعلى الصعيد الآخر، تراجع مؤشر توقعات الوضع المادي للأسرة في تركيا بنسبة 4.1 % مقارنة بالشهر الماضي، كما تراجع مؤشر توقعات الوضع الاقتصادي العام بنسبة 9.5 % بعدما سجل 95.06 % خلال الشهر المنصرم.
وقد تراجع مؤشر توقعات أعداد البطالة أيضا بنسبة 8.3 % مقارنة بالشهر الماضي مسجلا 65.42 % . فيما شهد مؤشر احتمالية الادخار تراجعا بنسبة 17.9 %.