واشنطن (الزمان التركية)- أضاف المرشح الجمهوري للانتخابات الرئاسية الأمريكية دونالد ترامب نقطة ضعف جديدة خلال مسيرته نحو البيت الأبيض معلنا أنه لن يلتزم بنتيجة انتخابات الرئاسة الأمريكية المقررة في نوفمبر المقبل إذا خسرها.
وقالت” بي بي سي” إنه خلال آخر مناظرة مع منافسته عن الحزب الديمقراطي هيلاري كلينتون، قال ترامب لمدير المناظرة كريس ولاس: “سأخبرك عندما يحين الوقت”. ومازال ترامب منذ عدة أيام يدعي أن الانتخابات “مزورة”.
وصعد ترامب خلال مناظرة لاس فيجاس من حملته الحادة على كلينتون واصفا إياها بأنها “امرأة مقرفة”.
وتشير استطلاعات الرأي إلى خسارة ترامب في ولايات ساحة التنافس الرئيسية، عقب مواجهته عددا كبيرا من ادعاءات الاعتداء الجنسي.
وكانت المناظرة آخر معركة لاختبار دهاء المرشحين قبل أقل من ثلاثة أسابيع من يوم الانتخابات في 8 نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل.
وامتنع المرشحان قبل سجالهما السياسي وبعده، عن مصافحة بعضهما، كما فعلا في المرتين السابقتين، مهيئين الأجواء لمناظرة اتسمت بعلو الصوت ومقاطعة أحدهما للآخر.
وسعى ترامب لاستمالة مؤسسة الحزب الجمهوري بتعهده بتعيين قضاة في المحكمة العليا ذوي “ميول محافظة”، يغيرون قانونا أساسيا جعل من الإجهاض أمرا قانونيا في الولايات المتحدة، ويحمون أيضا حقوق الأفراد الخاصة بحيازة السلاح.
وجدد ترامب تعهده بترحيل المهاجرين الذين ليس لديهم وثائق، وتأمين حدود الولايات المتحدة.
من جانبها، أعلنت كلينتون بثبات وقوفها مع جماعات المثليين، والدفاع عن حقوق الإجهاض، والتركيز على استعادة الطبقة الوسطى، ومساواة المرأة بالرجل في المرتبات.
وأضافت: “ليس للحكومة دخل في القرارات التي تتخذها المرأة”.
وفي واحدة من أكثر اللحظات إثارة، امتنع ترامب عن التصريح بالقول إن كان سيقبل بنتيجة الانتخابات، أو سيرفضها، مغفلا تقليدا طويل الأمد في البلاد يقضي بقبول المرشح الخاسر للنتيجة وتنازله عقب الانتهاء من فرز الأصوات. وردت كلينتون على ذلك قائلة “هذا أمر مخيف”.
وتابعت: “إنه يشوه السمعة ويقلل من شأن ديمقراطيتنا. وأنا من ناحيتي مشمئزة من أن يتخذ شخص ما، هو مرشح أحد حزبينا الكبيرين هذا الموقف”.
وفجر رد ترامب انتقادات حادة من قبل السيناتور الجمهوري، ليندسي جريهام، الذي قال في بيان إن ترامب “يسيئ للحزب والبلاد بالاستمرار في القول بأن نتيجة الانتخابات، خارجة عن سيطرته وبأنها مزورة ضده”.
وعلق نيكول ولاس، المحلل في محطة سي بي إس الإخبارية، ومستشار السيناتور جون ماكين خلال حملته الانتخابية في 2008، بقوله: “قد يكون ترامب بذلك دق مسمارا في نعشه، وأطلق النار على نفسه”.
ومن بين ما أثارته المناظرة التي تمت في جامعة نيفادا من القضايا: تقول كلينتون إن الرئيس الروسي، بوتين، يريد انتخاب ترامب لأنه يريد أن يكون رئيس الولايات المتحدة دمية.
وقال ترامب: “لدينا بعض الأشخاص السيئين، وسوف نتخلص منهم”، كما أكد تعهده ببناء جدار عازل على الحدود.
وذكرت كلينتون أنها ستقدم أكبر برنامج لتوفير فرص عمل منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.
واعتبر ترامب أن كلينتون والرئيس الأمريكي باراك أوباما نسقا العنف الذي حدث في مسيرة له في شيكاغو أوائل هذا العام.
وعندما سئلت كلينتون عن خطابها المدفوع الأجر لبنك برازيلي، وتحدثت فيه عن حلمها بتجارة مفتوحة وحدود مفتوحة، قالت إنها كانت تتحدث عن سياسة الطاقة.
وفي إحدى لحظات الاشتباك في المناظرة هاجم ترامب 30 عاما من “الخبرة السيئة جدا” لكلينتون، وردت هي على ذلك باستعراض تاريخ حياتها ومواقفها مقارنة بتاريخ حياة ترامب ومواقفه.
وقالت: إنها بينما كانت في البيت الأبيض تساعد في ملاحقة أسامة بن لادن “كان هو يستضيف برنامج (مبتدئو المشاهير)”.
وكان ترامب قد واجه آثارا مدمرة عقب ظهور فيديو له وهو يتفوه بألفاظ مسيئة عن النساء، وقد تخلى عنه بسبب ذلك عدد من أعضاء مجلس الشيوخ من الجمهوريين.
وذكر ترامب – عندما اشتد الضغط عليه بشأن ادعاءات الاعتداء الجنسي من قبل عدة نساء بعد ظهور الفيديو – أن الادعاءات “مزيفة بطريقة مفضوحة”.
وعندما سئلت كلينتون عن هذه الاتهامات قالت: “دونالد يعتقد أن تقليل شأن المرأة يجعله أكبر”.
ورد ترامب – وسط سخرية جمهور الحاضرين المسموعة – “ليس هناك شخص يحترم النساء أكثر مني”.
وألقى ترامب أيضا باللوم على كلينتون، قائلا: إن حملتها مسؤولة عن الترويج لتلك الاتهامات.