أنقرة (الزمان التركية) – قال رئيس حزب الشعب الجمهوري التركي المعارض كمال كيليتشدار أوغلو، إن ما حدث في الخامس عشر من يوليو الماضي، كان محاولة انقلابية محبوكة ومدبرة، مشيرا إلى أن الانقلاب الحقيقي حدث في العشرين من الشهر نفسه حيث أعلنت حالة الطوارئ في عموم البلاد.
وأفاد كيليتشدار أوغلو بأنه في حال خضوع القضاء للسلطة السياسية لم يبق هناك هيئة رقابية على أفعال السلطة السياسية، ما يؤدي إلى انهيار مفهوم العدالة، مشيرًا إلى أنه في حال تمرير هذا الدستور الذي تعمل عليه الحكومة حاليًا ستتحول تركيا إلى دولة الحزب الواحد.
وأضاف أن المقترح الحالي ينص على تعيين رئيس الحزب عضوًا بالمحكمة الدستورية، مما سيجر تركيا إلى ظلمة العصور الوسطى، مؤكدا أنه لا يمكن إعداد مسودة دستور سيلزم جميع المواطنين في مطبخ حزب أو حزبين.
وأوضح كيليتشدار أوغلو أن رئيس الوزراء الأسبق الراحل بولنت أجاويد تقدم بمتقرح في ظل ثقافة التوافق الاجتماعي دون إقصاء أحد، وتم تغيير 38 مادة من الدستور وفق ذلك، مفيدًا أنه بعد عام 2010 فعل حزب العدالة والتنمية عكس هذا، وحاول تغيير الدستور بالفرض من خلال استغلاله لأغلبيته في البرلمان.
وواصل كيليتشدار أوغلو حديثه قائلا”حينها تجولنا في كل المدن وطالبنا المواطنين بعدم التصويت بالموافقة على مشروع قانون لتغيير الدستور اقترحه الحزب الحاكم عام 2010، إن الحزب الحاكم حوّل خلال مدة قصيرة كل مؤسسات الدولة أجهزة تابعة له”.
وتابع زعيم المعارضة “محاولة الانقلاب المحبوكة في الخامس عشر من يوليو أعقبها انقلاب فعلي في العشرين من الشهر عينه، حيث استصدر الحزب الحاكم قرارًا بإعلان حالة الطوارئ في عموم البلاد.. يجب طرح سؤالين أساسين وهما ما القانون الذي أردتهم إصداره على مدار 15 عاما وعجزتم عن تحقيقه؟ هل هذا التغيير الدستوري سيحل مشاكل تركيا وبأي طريقة وكيف؟ تركيا لم تعد دولة قانون.. ما هي المشاكل التي سيحلهّا هذا التغيير الدستوري؟ أنتم تتمكنون حاليًا من استصدار أي قانون تريدونه دون الحاجة إلى دستور جديد، وتستطيع أن تفتح وتغلق البرلمان في أي ساعة وبأي ذريعة كانت.. إذن فما هي العوامل الحقيقية التي تحملكم على هذا التغيير الدستوري يا ترى؟”.
واختتم كيليتشدار أوغلو بقوله: “إن الحزب الحاكم يسعى لإضفاء الطابع الشرعي على كل ممارساته غير القانونية تحت غطاء الإرادة الوطنية، لذلك فنحن اليوم أمام مسؤولية تاريخية، ولن نسلّم تركيا لهذه النزعات الاستبدادية”، وفق قوله.
محاول انقلابية، المعارضة التركية