إسطنبول (الزمان التركية) – كشفت مؤسسة أوموت “UMUT”، الناشطة في مجال مكافحة انتشار حيازة السلاح، ارتفاع معدلات حيازة السلاح الشخصي داخل تركيا بشكل كبير بنسبة 10 أضعاف ما كانت عليه قبل 10 أعوام.
وأوضحت المؤسسة في تقريرها أن المجتمع التركي شهد زيادة كبيرة في حيازة السلاح بين المدنيين لأغراض مختلفة، غلب عليها الأمن والحماية، بعد التعديلات الأخيرة التي أجريت على القوانين الخاصة بالسلاح الشخصي للدفاع عن النفس أو الصيد وما إلى ذلك.
وأرجع الدكتور أيهان أكجان عضو مجلس إدارة مؤسسة أوموت هذه الزيادة الكبيرة في التسليح الشخصي للأفراد في الآونة الأخيرة، إلى المشكلات الاجتماعية، قائلًا “يمكن أن نرجع هذه الزيادة للعنف وأخبار الحروب المتداولة باستمرار وحوادث التفجيرات المنتشرة في جميع أنحاء البلاد؛ وما ترتب عليه من خوفٍ ورهبة للمواطنين وشعورهم بعدم الأمان”.
وأشار الدكتور أكجان إلى أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لديه قناعة أن تسليح المواطنين قد يحميه في حالة وقوع أي محاولة انقلابية ضده، قائلا “نحن نعارض ذلك؛ فالمواطن الذي يعتقد أن بإمكانه الدفاع عن نفسه بهذه الطريقة لا يترك السلاح من يده أبدًا”.
وأوضح أكجان أن معدلات التسليح بين المواطنين ارتفعت بنسبة 50% بين الأسر، مشيرًا إلى أن هذه المعدلات تكشف عن وجود سلاح في نحو 19 مليون منزلٍ، إضافة إلى حصول المواطنين على الأسلحة بطرق قانونية.
زيادة مبيعات شركات الأسلحة التركية
وذكر معهد ستوكهولم لدراسات السلام الدولي (SIPRI) أن سوق السلاح في تركيا يشهد تزايدًا كبيرًا في معدلات البيع لتسجل المركز الـ16 بين 20 دولة، بينما جاءت تركيا في المركز السادس بين دول العالم الأكثر شراءً للأسلحة، مشيرًا إلى أن سوق بيع السلاح في تركيا شهد ارتفاعًا بنسبة 10.2% خلال عام 2015 مقارنة بالعام السابق.
وكشف التقرير أن شركة أسلسان “ASELSAN” المنتجة لأجهزة الاتصالات والتكنولوجيا، حققت تقدمًا خمس مراكز في ترتيبها على المستوى العالمي، مسجلةً المرتبة الـ69 بعد أن كانت في المرتبة الـ74 خلال العام السابق، بقيمة مبيعات مليار دولار، بينما سجلت شركة تي أي آي (TAI) المتخصصة في إنتاج الطائرات ومعدات الطيران المركز الـ78 بعد أن كانت في المركز الـ91 عالميًا بقيمة مبيعات 890 مليون دولار أمريكي.
زيادة في مبيعات السلاح بين تركيا وإيران بنسبة 61%
أشار التقرير إلى أن الجزء الأكبر من إنتاج السلاح العالمي يصدر إلى دول آسيا والشرق الأوسط، لافتًا إلى ارتفاع معدلات بيع السلاح بنحو 61% بين تركيا وإيران.
وأوضح التقرير أن الهند سبقت المملكة العربية السعودية في شراء السلاح خلال الفترة بين 2011-2015، بينما سجلت مشتريات السعودية خلال الفترة بين 2006-2010 ارتفاعًا بنحو ثلاثة أضعاف.
ونشر المعهد قائمة مرفقة بالدول الأكثر استيرادًا وشراءً للسلاح، موضحًا أن دولة الإمارات العربية المتحدة جاءت في المركز الرابع، وجاءت تركيا في المركز السادس.
وأشارت القائمة إلى أن تركيا والسعودية والإمارات أكبر زبائن الولايات المتحدة.
يذكر أن تركيا شهدت دعوات متزايدة من قبل مسؤولين أتراك، في أعقاب محاولة الانقلاب في 15 يوليو الماضي، للمواطنين بحيازة السلاح.
وكان من بين الداعمين لهذه الدعوات الكاتب الصحفي بجريدة “يني عقد” المقربة من الرئيس أردوغان، عبد الرحمن ديليباك، ورئيس بلدية أنقرة التابع لحزب العدالة والتنمية مليح جوكتشاك، من خلال تغريدات على مواقع التواصل الاجتماعي تويتر بعنوان “AkSilahlanma- تسليح حزب العدالة والتنمية”.
كما أوضح كبير مستشاري أردوغان، شرف مالكوتش، أن محاولة الانقلاب الفاشلة ستمهد الطريق أمام حيازة السلاح المرخص بالنسبة للمواطنين، ومنذ هذا الحين بدأت تغريدات دعوات التسليح تنتشر تحت هاشتاق: “AKSilahlanma”؛ ومن بين هذه التغريدات:
“إن مليشيات حزب العدالة والتنمية جاهزة يا رئيس! اضرب، نضرب… مُت، نمُت. لا يمكننا أن نترك الوطن في أيدي ضباطٍ وشرطة خائنين. سندخل الموصل، سندخل حلب”.
“حركات شباب العدالة والتنمية ومليشيات العدالة والتنمية تستعد، نحن هنا حتى آخر قطرة دم، نحن نريد الشهادة”.
نقتل من أجل أردوغان
أعادت الحركات والجماعات المسلحة التابعة لحزب العدالة والتنمية مثل الكتاتيب العثمانية 1453، المقربة من أردوغان، إلى الساحة التركية مرة أخرى دعوات التسلح في أعقاب محاولة الانقلاب الفاشلة في 15 يوليو الماضي.
وقال أمين جان بولات، رئيس مجموعة الكتاتيب العثمانية، ومؤسس مجموعة “كتاتيب الأمة”، من خلال منشور له على مواقع التواصل الاجتماعي “هذا نداء لكل الأخوة المنتفضين معنا، تسلحوا من أجل الوطن، ومن أجل علم الأمة، ومن أجل أردوغان”.
وأضاف في منشور آخر: “إن أردوغان يعني الدولة، وكذلك علم الأمة؛ ونحن على استعداد للموت من أجل أردوغان والقتل أيضًا من أجل أردوغان”، موضحًا أنهم جاهزون لارتكاب جريمة قتل.
مداهمة جريدة “حريت”
لم تكتفِ العناصر التابعة للكتاتيب العثمانية، بمداهمة مقرات حزبي الشعب الجمهوري والشعوب الديمقراطية الكردي، ولكنها اعتدت كذلك على مقر جريدة “حريت”، واعتبر ذلك رسالة موجهة إلى الجريدة ومجموعة دوغان الإعلامية التي تنتمي إليها لكي تأخذ صفها إلى جانب الحكومة.
وتشكَّلَ هذا التنظيم عام 2009، إلا أنه تعرض لموجة واسعة من انسحابات أعضائه خلال عام 2014.
وأسس أمين جان بولاط الكتاتيب العثمانية 1453، معلنًا رفضه أي كلمة ضد أردوغان، ويمكن تعريف مهام هذا التنظيم على النحو التالي: “تربية وتنشئة جيل متدين وملتزم، يحافظ على وحدة الأمة، يعمل على تأسيس دولة الخلافة، وإعادة تحرير متحف آياصوفيا، يلتزم بالحياة في ضوء القرآن والسنة، وإحياء روح الدولة العثمانية مرة أخرى ويفرضها على البيئة المحيطة بها”.
https://youtu.be/cULq5vn6bgU