برلين (الزمان التركية) – ذكرت صحيفة فرانكفورتر ألجماينه سونتاج الألمانية أن تركيا اضطرت للتخلي عن هدف تغيير النظام الحاكم في دمشق وباتت تعمل على التقّرب إلى روسيا.
وفي مقال تحليلي بعنوان “أردوغان الخاسر” أوضحت الصحيفة أن هذا الأسبوع شهد تطورًا مثيرًا للدهشة والحيرة في الدبلوماسية السورية يمكن وصفه بمنعطف تاريخي، مشيرة إلى أن ممثلي كل من روسيا وتركيا وإيران أعلنوا في البيان المشترك أنه لا يمكن حل الأزمة القائمة في سوريا عسكريًا. كما أضافت الصحيفة أن أنقرة لم تتمكن من الجلوس على الطاولة عينها مع هاتين الدولتين المنتصرتين إلا بعد تراجعها عن طمعها في إسقاط بشار الأسد، مؤكدة أن أردوغان يرغب في منع إقامة دولة كردية في شمال سوريا، بينما أمور بوتين تسير على ما يرام.
وذكرت الصحيفة أيضا أن روسيا أصبحت في موضع قوة مؤثرة بالبحر الأسود عقب ضمها شبه جزيرة القرم، في حين تلعب تركيا دور حارس البوابة في البحر المتوسط، موضحة أنها ستغلق هذا الباب لصالح روسيا مع أنها عضو في حلف شمال الأطلسي (الناتو) في حال حدوث أية اختلافات بين المعسكرين.
ورأت الصحيفة أنه في حال نجاح بوتين في تحقيق انفصال تركيا عن حلف الناتو فإن هذا سيُعد أكبر انتصار له وأفضل من النجاحات التي حققها حتى في سوريا وأوكرانيا، مشيرة إلى أن هذا هو سبب تغاضيه عن حادثة اغتيال سفير روسيا لدى أنقرة الأسبوع الماضي.
وأفادت الصحيفة أن موسكو ستدرس الواقعة بدقة وعناية وستستغل المعلومات التي ستحصل عليها كأداة للضغط على أنقرة، واصفة هذا التطور بالمقلق للغرب، خصوصا حلف الناتو. كما تساءلت الصحيفة حول ما إن كان أردوغان بصدد توجه استراتيجي إلى الشرق أم يتبع سياسة وتكتيكًا في إطار الظروف المتغيرة، مؤكدة أن كلاهما دليل على ضعف أردوغان مع أنه يدعي عكس ذلك.
وأوضحت الصحيفة أن السياسة الخارجية لتركيا في السنوات الأخيرة تتجنب تحطيم كل جسور الاتصال مع الغرب، مؤكدة أن ما يجعل أردوغان شخصية خطيرة هو عدم القدرة على التنبؤ مسبقا بما سيفعله.
https://youtu.be/pOf2jfxBZ8I