بقلم: عبد الرحمن الطنطاوي
بادرني أخي القريب مني والحبيب إلى نفسي بهذا السؤال فقلت له أنا سعيد لأنك سألتني هذا السؤال .
بالرجوع إلى وقت أحداث ليلة الخامس عشر من يوليو/ تموز، ليلة الانقلاب الفاشل في تركيا، أقص عليكم ما دفعني لهذا القول .
خرجت للتسوق وتنقلت فى أكثر من مكان فى مناطق مختلفة ثم رجعت فى المساء متعبا فتحت الهاتف فوجدت أكثر من رسالة من الأقارب والأحباب بعضها للسؤال وبعضها للاطمئنان علىَّ فقلت فى نفسي ما هذا المزاح الغريب ولكن هل يجتمع القوم على نفس النكتة؟!
فتحت التليفزيون لأتابع الأخبار وأعرف حقيقة ما يدور والحاسوب لأتابع مواقع التواصل فإذا بصديقة لى تكتب وتتحسر على نزول العسكر فى الشارع فسألتها هل ما يحدث حقيقة أم مسرحية فجذب تعليقي متابعيها ثم انتقلت لصفحتي وكتبت (مسرحية سخيفة) وكنت أول من أطلق هذا الوصف على تلك الأحداث وأزعم أن الكل أخذها مني ونقلها عني وصاغها بما يروق له بعد ذلك.
لكن ما الذى دفعني لهذا القول ؟
أولا: نحن نعلم منذ السابع عشر من ديسمبر3013 أن أردوغان أعاد هيكلة الدولة وأجهزتها البيروقراطية لتخدمه وتخدم حزبه أو بالتعبير الدارج ليصبح” كله تحت السيطرة”.
ثانيا: الانقلاب يحتاج إلى جو يصنعه مدبروه ليبرروا فعلتهم والأوضاع فى تركيا كما هى لم تشهد أزمات فى الغذاء أو الدواء أو المحروقات.
ثالثا: هل يترك الانقلابيون قناة أو محطة تليفزيونية تعمل بحرية ؟! فالناس كانوا يتابعون الأحداث عبر شاشات الحزب الحاكم وبعد ظهور رئيس الجمهورية على قناة ” سي إن إن تورك” التركية وعلق المتابعون على هذا الأمر سارع مُخرِج الانقلاب وأغلق هذه النافذة.
رابعا: صور الشخص الذي نام أمام الدبابة كانت عالية الجودة (H D ) فمن أين أتى صاحب هذه الكاميرا عالية الجودة.
وهذه النقطة بالتحديد حولها أسئلة كثيرة
خامسا : أول ما نطق به السيد رئيس الجمهورية هو توجيه التهمة لشخص بعينه وإلصاق الجريمة بجماعة بعينها مستبقا البحث والتحقيق، ومن المعلوم بالضرورة فى عالم السياسة أنه إذا كانت التهمة جاهزة فالجريمة مصطنعة وهذا ما رأيناه فى أول ظهور للرئيس بعد خروجه من مأمنه.
سادسا: طريقة التعامل من اليوم التالي تدل على أن النية كانت مبيتة لهذه الأفعال الجائرة فكيف تخرج كشوف بأسماء المطلوبين بهذه السرعة حتى أنها لم تترك بعض الذين ماتوا قبل هذه الأحداث.
وهناك أمور أخرى تؤكد أن أحداث الخامس عشر من تموز ( يوليو ) كانت مسرحية وإن لم تنته فصولها.
https://youtu.be/KbF86IyriPE