تقرير: يوكسل جلبنار
أنقرة (الزمان التركية)- استحوذت الزيارة التي أجراها رئيس المخابرات المركزية الأمريكية الجديد مايك بومبيو الخميس الماضي إلى تركيا – وهي أول زيارة دولية له – على اهتمام الصحافة الغربية.
وكان بومبيو قد التقى خلال الزيارة بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان ورئيس المخابرات التركية هاكان فيدان، وأشارت المعلومات الواردة إلى أنه تم خلال اللقاء بحث التطورات الأخيرة في الشرق الأوسط وسوريا بصورة مكثّفة، كما تم بحث عملية الرقة المحتملة وإمكانيات التعاون الجديد بين البلدين في الحرب القائمة ضد تنظيم “داعش” الإرهابي.
وجدد الجانب التركي إعرابه عن قلقه من الدعم الأمريكي لوحدات حماية الشعب الكردية، حزب الاتحاد الديمقراطي السوري داخل سوريا، كما بحث الطرفان سبل تعزيز التعاون بين الأجهزة الاستخبارية للبلدين في الحرب الدولية ضد الإرهاب.
وقامت صحيفة الجارديان البريطانية بتحليل زيارة بومبيو إلى تركيا، وأوضحت أن الزيارة المفاجئة عكست أن الولايات المتحدة الأمريكية ستقدم المزيد من الدعم لمعركة إلحاق الهزيمة بتنظيم “داعش” الإرهابي التي تقودها القوات التركية في شمال سوريا مستغلة الجماعات العربية، كما أشارت الصحيفة إلى تصريح المسؤولين بأن اللقاءات تهدف إلى التنسيق على الجبهة التي تقترب فيها الجماعات العربية مدعومة بتركيا من الباب والجبهة التي تقترب فيها الأكراد مدعومين من أمريكا من الرقة حصن التنظيم الإرهابي.
ونقلت الصحيفة أيضا عن مسؤولين أتراك رفضوا الإفصاح عن أسمائهم قولهم إنهم حصلوا على دعم أمريكي للمنطقة الآمنة للاجئين السوريين خلال لقاءاتهم مع بومبيو، مشيرين إلى أنهم سيعملون على إقناع الولايات المتحدة بتقديم المزيد من الدعم للمنطقة الآمنة والحرب ضد تنظيم “داعش” الإرهابي.
في تلك الأثناء أثار الانتباه اندلاع أزمة بين تركيا وروسيا التي تراها تركيا حليفة لها عقب زيارة بومبيو، فعقب الغارة السورية على منطقة الباب التي أسفرت عن استشهاد ثلاثة جنود أتراك وإصابة الكثيرين سارعت رئاسة الأركان التركية بإصدار بيان أكدت فيه أن القصف تم عن طريق الخطأ.
واللافت في الأمر هو مسارعة رئاسة الأركان بالإعلان عن أن الحادثة تمت عن طريق الخطأ دون إجراء أية تحقيقات.
وفي تعليق منه على الحادث أوضح المستشار الإعلامي للرئيس الروسي ديمتري بيسكوف أن جنودهم كانوا يتحركون أثناء العملية العسكرية ضد العناصر الإرهابية وفقا للإحداثيات التي تلقوها من تركيا، مؤكدا أنه كان من الضروري عدم وجود الجنود الأتراك ضمن هذه الإحداثيات وهو الأمر الذي تسبب في وقوع مثل هذا الحادث.
يُذكر أن وسائل الإعلام التركية قد تداولت أنباء حول اضطرار مقاتلة تركية لاختراق المجال الجوي السوري عدة مرات بسبب الإحداثيات الخاطئة التي قدمها جهاز المخابرات إلى طائرة استطلاع تابعة للقوات الجوية التركية في الثاني عشر من يونيو 2012 غير أن الجانب السوري قام بإسقاط الطائرة.
وخلال الحادثة انفجرت طائرة الاستطلاع إف-4 فانتوم التابعة للجيش التركي وسقطت مما أسفر عن استشهاد الملازم الطيار حسين أكسوي والنقيب الطيار جوكهان أرتان.
ولم يتضح بعد ما إن كانت إحداثيات الواقعة الأخيرة صدرت عن جهاز المخابرات التركي أم الجيش التركي كما أن الأيام القليلة المقبلة قد تشهد توترات في العلاقات التركية –الروسية عقب هذه الحادثة وعودة تركيا مرة أخرى إلى حليفها القديم الولايات المتحدة الأمريكية.