أنقرة (الزمان التركية): قال رئيس هيئة الإغاثة الإنسانية التركية (IHH) بولنت يلدريم إن أسر ضحايا السفينة مافي مرمرة أصبحوا يشعرون بالعجز للمرة الأولى أمام إسرائيل بعد إقرار البرلمان التركي اتفاقية التطبيع مع إسرائيل ومصادقة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عليها.
وأضاف يلدريم في تصريحات قبيل جلسة النظر في قضية مافي مرمرة المرفوعة من أسر الضحايا ضد مسؤولين عسكريين وحكوميين إسرائيليين متورطين في الغارة الجوية على السفينة التي وقعت في نهاية مايو/ أيار 2010 في مياه البحر المتوسط عندما كانت في طريقها إلى غزة ضمن أسطول الحرية لغزة : “للأسف أصبحنا عاجزين بعد المصادقة على الاتفاق مع إسرائيل. للمرة الأولى نشعر بالضعف والعجز أمام إسرائيل”.
وتضمن اتفاق تطبيع العلاقات بين تركيا وإسرائيل الموقع في 26 يونيو/ حزيران الماضي بندا ينص على وقف الملاحقات القضائية في تركيا ضد القادة الإسرائيليين وتحمل تركيا تبعات هذه المحاكمات.
وتابع تلدريم، الذي أدلى بتصريحات أمام القصر العدلي في إسطنبول أمس الثلاثاء، أنه عقب توقيع الاتفاق هاجمت إسرائيل قطاع غزة والمسجد الأقصى رغم نوايا تركيا الحسنة، مؤكداً أن إسرائيل لم تلتزم باتفاقها مع تركيا.
وأضاف يلدرم أن اليوم (أمس)شهد انعقاد الجلسة الثانية عشرة لقضية مافي مرمرة قائلاً: “لنر الآن هل السيادة للقانون أم للسياسة أو للعدل؟ فلن نتوقف عن المطالبة بحقوقنا لصالح أحد أو طرف. قد تكون هذه الاتفاقية وسيلة جيدة لكشف إسرائيل. دائما ما كنا نقول إن إسرائيل مدللة وإنها قاتلة وإنها لن تلتزم بالاتفاقيات وهي تقتل عن عمد. لكن بالنظر لما حدث يتبين أن الناس كانوا يصدقوننا أحياناً ولم يصدقونا في أحيان أخرى في هذا الصدد. الآن تم توقيع الاتفاق وسترون أن كل من وقع على هذا الاتفاق داخل البرلمان سيتابع إسرائيل عن كثب وسيدرك الجميع جيداً أن إسرائيل لا تلتزم بالاتفاقيات”.
وأكد يلدريم أنهم سيواصلون متابعة دعاواهم القضائية وأنه ليس من الممكن قانونياً إسقاط الدعاوى القضائية عقب توقيع الاتفاق بقوله: “ستتواصل هذه الدعاوى القضائية داخل تركيا وإن تم إسقاطها سنلجأ إلى الاستئناف وسنتوجه للمحكمة الدستورية. سنلجأ إلى كل ما نستطيع اللجوء إليه”.
وقررت الدائرة السابعة لمحكمة الصلح والجزاء في إسطنبول، التي تنظر قضية مافي مرمرة في ختام جلستها أمس بدء التحقيق بشأن ما إن كان الاتفاق الموقع بين تركيا وإسرائيل قد دخل حيز التنفيذ أم لا.
أردوغان صادق على اتفاقية التطبيع مع إسرائيل
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان صادق في شهر أغسطس/ آب الماضي على اتفاقية تطبيع العلاقات مع إسرائيل التي سبق أن وافق عليها البرلمان في العشرين من الشهر نفسه.
وتنص الاتفاقية على إسقاط المسؤولية الجنائية لحادثة السفينة مافي مرمرة عن الجانب الإسرائيلي على أن يقدم مبلغ 20 مليون دولار إلى الحساب الذي ستفتحه السلطات التركية باسم أسر ضحايا هجوم مافي مرمرة الذي وقع في 31 مايو/ أيار عام 2010.
وورد في المادة الأولى من مواد الاتفاقية المؤلفة من ست مواد معلومات تحدد المبلغ الذي سيقدمه الجانب الإسرائيلي. حيث تصف المادة الأولى مبلغ العشرين مليون دولار بـ”الإكرامية” وتوضح أنه “تعطف” من الجانب الإسرائيلي وليس تعويضاً إجباريا.
تركيا أصبحت أول دولة تقر الحصار على قطاع غزة باتفاق مكتوب
ويتضمن الاتفاق شرطاً واحداً فقط من الشروط الثلاثة التي وضعتها تركيا ألا وهو شرط التعويضات، إذ كانت تركيا قد اشترطت اعتذار الجانب الإسرائيلي وتقديمه تعويضات ورفع الحصار عن قطاع غزة للتطبيع مع إسرائيل. وبالتالي تصبح تركيا أول دولة تقر الحصار على قطاع غزة عبر اتفاق مكتوب نظراً لعدم رفع الجانب الإسرائيلي الحصار عن القطاع.
أردوغان يتهم هيئة (IHH) بعد الحصول على إذن منه بالتوجه لغزة
وعقب توقيع اتفاقية التطبيع مباشرة، انتقد أردوغان هيئة الإغاثة الإنسانية التركية على معارضتها الاتفاقية قائلاً: “هل حصلتم على إذن رئيس الوزراء آنذاك (أردوغان في ذلك الوقت) قبل أن تتوجهوا إلى هناك. نحن بالفعل كنا وما زلنا نقدم المساعدات. لكن هل نفعل هذا بغرض استعراض القوة؟”.
لماذا لم تترجم كلمة ex gratia في الاتفاقية إلى التركية
يشار إلى أن كلمة ex gratia الواردة في نص اتفاقية تعويض أسر ضحايا مافي مرمرة بين تركيا وإسرائيل تعني “العطف والإكرامية” أي أن ما قدمته إسرائيل لتركيا ليس تعويضًا بل هو تعطف منها وإكرامية لكي تتراجع تركيا عن المطالبة بحقوقها. واللافت أن السلطات التركية تركت كلمة ex gratia كما هي دون ترجمتها إلى التركية من أجل إخفاء الحقيقة وتضليل وخداع الشعب وتخفيف حدة وغضب الشارع وعائلات الضحايا.