أنقرة (الزمان التركية) – وجه نائب حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا شامل طيار انتقادات لاذعة لعضو حزب الوطن اليساري العلماني حسن أتيلا أوغور المحكوم عليه سابقاً في قضية شبكة “أرجينكون” الانقلابية في أعقاب تصريحاته التي طالب فيها بـ”الاستعداد لمحاولة انقلاب جديدة”.
وقال طيار، وهو صحفي سابق: “إن المخابراتي السابق (أتيلا أوغور) نزل إلى الساحة مجدداً، حيث يسعى لصيد السمك في الماء العكر، وهو الذي كان ينظّم ويحرّض المجموعات العلمانية المعارضة ضد حكومة حزب العدالة والتنمية في الفترة الأولى من حكمها”، على حد قوله.
ودعم النائب البرلماني من صفوف حزب العدالة والتنمية الحاكم أيضاً عدنان بوينو كارا ما قاله زميله شامل طيار بشأن تصريحات أتيلا أوغور من حزب الوطن الذي يتزعمه دوغو برينتشاك الذي يعد من أحد أركان الدولة العميقة المعروفة في تركيا بأرجينكون.
فيما قال الكاتب بموقع Haber7.com المقرب لحزب العدالة والتنمية عمر وهبي خطيب أوغلو في مقاله إنهم لن يسمحوا للقوميين بسلب الانتصار الذي حققوه ليلة محاولة الانقلاب الفاشلة، على حد تعبيره.
يشار إلى أن توجيه أعضاء حزب العدالة والتنمية الحاكم والكتاب المقربين من الرئيس رجب طيب أردوغان انتقادات عنيفة إلى حسن أتيلا أوغور، أحد أبرز الشخصيات في قضية الدولة العميقة “أرجينكون”، أثار تساؤلات بشأن ما إن كان التحالف الذي تشكّل بين الحزب الحاكم والدولة العميقة بعد تحقيقات الفساد والرشوة المعروفة في نهاية 2013 قد بلغ نهايته.
يُذكر أن رئيس حزب الوطن دوغو برينتشاك من أبرز القياديين في تنظيم أرجينكون وأعلن مراراً وتكراراً أنهم من وضعوا “مشروع القضاء على حركة الخدمة” وليس حزب العدالة والتنمية الحاكم والرئيس رجب طيب أردوغان. وسبق أن قال في تصريحاته لموقع “روتا” الإخباري إنهم يستهدفون القضاء على كل الجماعات الإسلامية، لكن أولويتهم هي القضاء على حركة الخدمة، وأن العمليات الأمنية التي تستهدف حركة الخدمة ومؤسساتها يتمّ تنفيذها في إطار البرنامج الذي وضعوه.
اللافت أن رئيس شعبة مكافحة الإرهاب في جهاز المخابرات سابقاً “محمد أيمور” يصف دوغو برينتشاك بأنه fabricator أي مختلِق أحداث من أجل إثارة البلبلة والفوضى في البلاد. كما أن نائب رئيس المخابرات الأسبق “هرم عباس” يشرح مهمة هذا الرجل في كتابه Analiz (التحليل) بقوله: “تنفيذ عمليات التصفية باستخدام طرقٍ وأساليبَ شتى ضد العناصر العاملة في أجهزة الدولة، كالجيش والمخابرات والأمن والقوات الخاصة، والتي تشكّل عائقاً أمام تحقُّق مصالح الدولة الأجنبية التي تعمل لصالحها، والسعي للحيلولة دون تطورِ وتقدم تركيا واتباعها سياسة وطنية مستقلة بعيداً عن مصالح تلك الدولة، من خلال تنظيم أنشطة وفعاليات تقود البلاد إلى عدم الاستقرار دوماً”.
وقد بدأ عديد من الكتاب الموالين لأردوغان يفيقون من غفوتهم العميقة حيث أدركوا أن العمليات التي توجهها الدولة العميقة باستخدام “الغطاء الأردوغاني” لا تستهدف حركة الخدمة فقط، وإنما تهدف إلى اجتثاث جذور كل الجماعات الإسلامية ومنظمات المجتمع المدني والقضاء على “المناخ الديمقراطي في البلاد كلياً” لكي تدير البلاد وفق مخططاتها المشؤومة.
وكان الكاتب المخضرم المفكر المتخصص في الحركات الإسلامية المنفتح على كل الأطراف الإسلامية في تركيا “علي بولاج”، المعتقل حالياً في إطار محاولة الانقلاب، حذر منذ بداية هذه المرحلة من أن العمليات التي تستهدف حركة الخدمة “مشروع دولي”، وسيأتي الدور على الحركات والجماعات الإسلامية الأخرى.
وقال بولاج: “هذه الخطة الدولية تهدف إلى تهميش الجماعات الإسلامية وتحويلها إلى الراديكالية. ولا شك في أن الدور سيأتي على الجماعات الأخرى”.
https://youtu.be/l-FOg0jgwMs