القاهرة (الزمان التركية): قال عدد من نواب لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب المصري ومحللون سياسيون إن الخطاب السياسى التركى تجاه مصر يحمل الكثير من التناقضات، وإن تصريحات النظام التركى لا يمكن الوثوق بها حول تحسين العلاقات بين البلدين مؤكدين أن الرئيس التركى رجب طيب أردوغان له أكثر من وجه، وتصريحاته وصلت لحد الجنون بعد ضياع حلمه فى تمدد جماعة الإخوان المسلمين .
وكانت وزارة الخارجية أصدرت أمس السبت بيانا ردا على التصريحات الأخيرة الصادرة عن وزير الخارجية التركى بشأن الأوضاع فى مصر: “بأنه على الرغم مما تتضمنه تصريحات الوزير التركى من مواضع إيجابية تشير إلى وجود رغبه لدى الحكومة التركية لتحسين العلاقات مع مصر، فإن حديث الوزير التركى فى مجمله يدعو إلى الاستغراب لما ينطوى من تناقض”.
وفي تقرير لصحيفة” اليوم السابع” رصدت فيه آراء النواب والمحللين وتعليقاتهم على بيان الخارجية المصرية وتصرفات أردوغان وحكومته، قال النائب مصطفى بكرى إن الموقف التركى متناقض ضد مصر، وهذا ليس بالغريب على أردوغان الذى يمارس الديكتاتورية على شعبه، مشيرا إلى أن الرئيس التركى ينتقد حقوق الإنسان فى مصر، ويطلق رجاله فى نفس الوقت للحديث عن تحسين العلاقات مع مصر.
وأضاف عضو مجلس النواب أن الرئيس التركى رجب طيب أردوغان يعمل بأكثر من وجه، ينتقد حقوق الإنسان فى مصر، وهو الذى يتحدث عن تحسين العلاقات مع مصر، فى نفس الوقت الذى يتآمر فيه على مصر، ويحتضن الإخوان المسلمين وقنواتهم ومواقعهم الإلكترونية.
وأكد أنه لا يمكن الوثوق فى أردوغان أو فى سياساته، قائلا: “لن يستطيع أردوغان خداعنا مرة أخرى، واذا كانوا جادين فى تحسين العلاقات فليغلقوا الأبواق المسمومة ويسلموا أعضاء الإخوان، الذين تحتضنهم تركيا، ويتوقفوا عن التدخل فى الشؤون الداخلية لمصر والدول العربية الأخرى”.
من جانبه، قال النائب طارق الخولى، أمين سر لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب، إنه على أردوغان الاهتمام بشأنه الداخلى، والابتعاد عن الشؤون المصرية، وذلك فى ظل التدهور التى تشهده تركيا فى حقوق الإنسان، والتعذيب الشديد للمعارضين من جنرالات الجيش التركى وغيرهم.
وأضاف أن تصريحات الرئيس التركى عن مصر وصلت لحد الجنون بعدما ضاع حلمه فى التمدد بإسقاط حكم جماعة الإخوان.
وأشاد الخولى “بدور الخارجية المصرية فى التصدى لتصريحات المسئولين الأتراك ورفض التدخل التركى فى الشؤون الداخلية المصرية.
بدوره قال الدكتور طارق فهمى، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن بيان وزارة الخارجية المصرية تجاه الخارجية التركية يصب فى تناقض الخطاب السياسى التركى تجاه مصر، وحديث أردوغان أنه أعطى تعليمات للوزراء ببحث العلاقات بين البلدين، مشيرا إلى أن الخطاب السياسى التركى يحمل تناقضات كثيرة تجاه مصر.
وأضاف أستاذ العلوم السياسية أن مصر تجاوزت الاعتراف بثورة 30 يونيو2013، ولا تحتاج لشهادة حسن سير وسلوك من أحد، موضحا أن هناك تناقضا واضحا فى الخطاب السياسى التركى.
وأشار إلى أن النظام التركى يتقدم خطوة ثم يتراجع خطوات إلى الوراء، لافتا إلى أنه قبل محاولة الانقلاب التي حدثت فى تركيا، كانت هناك محاولات لتقريب وجهات النظر بين الطرفين، ثم تلاه حديث الرئيس أردوغان عن الرئيس السيسى بصورة غير ودية.