لندن (الزمان التركية): أجرى علماء دراسة جديدة على الحيوانات، أظهرَت نتائجها أن عقّارًا طبيًّا يمكن أن يقضي على ثلاثة من الأمراض الفتاكة، هي “شاغاس” و”الليشمانيا” و”النوم” وهي ثلاثة أمراض مُعدِية ليس لها علاج حتى الآن وتنتشر في أشدّ مناطق العالَم فقرًا.
ملايين التركيبات الدوائية خضعت للاختبار والتجربة قبل الوصول إلى هذا العقّار، الذي قالت دورية “نيتشر” العلمية إنه دخل مرحلة اختبارات السلامة قبل إجراء التجارب على البشر.
أما عن فرضية أن دواءً واحدًا يمكن أن يعالج الأمراض الثلاثة، فجاءت لأنها جميعًا تأتي بسبب طفيليات متشابهة.
فما هذه الأمراض الثلاثة؟
الليشمانيا: تسببه لسعة الذبابة الرملية، ومن أعراضه فقر الدم، والحمى، وانهيار بطانة الأنف والفهم والحلق. وينتشر في الأمريكتين وإفريقيا وآسيا.
شاغاس: يسبّب تضخُّم عضلة القلب والجهاز الهضمي حتى يصل الأمر إلى الوفاة، ويتسبب فيه نوع من البَقّ، وينتشر في أمريكا اللاتينية، وانتقل منها إلى بعض القارات الأخرى.
النوم: تتسبّب فيه لسعة ذبابة “تسي تسي”، وينتشر في إفريقيا جنوب الصحراء، ومَن يُصَب به يسقط في غيبوبة بعد إصابة المخ، لهذا سُمّي مرض النوم.
يقول فريق الباحثين إن هذه الأمراض الثلاثة تصيب 20 مليون شخص كل عام، يموت منهم خمسون ألفًا، ورغم وجود أدوية لعلاج هذه الأمراض فإنها باهظة الثمن، وتؤخذ عن طريق الأوردة، مما يجعلها غير عملية لسُكَّان المناطق الفقيرة.
ثلاثة ملايين مركَّب أنتجتها شركة “نوفارتيس” للأدوية أجرى عليها الباحثون اختبارات، واستُخدمت تركيبة واحدة بشكل أساسي لآلاف التركيبات المعدلة للحصول على تركيبة قوى 20 مرة. وأظهرت الاختبارت إمكانية علاج الأمراض الثلاثة عند الفئران.
إلماري ميابور، إحدى علماء فريق العمل، باحثة بجامعة يورك، قالت إن “هذه أول مرة يستهدف فيها علاج واحد ثلاثة طفيليات”، مضيفةً: “الدراسة مهمة للغاية، وأنا أعمل في هذا التخصص لإحداث فرق والتوصل إلى علاج. نحن نبذل قصارى جهدنا حتى يصل هذا العلاج إلى المرضى”.
وقال مدير الابتكار في مؤسسة “ويلكوم تراست” الخيرية التي تساعد في تمويل الدراسة، ستيفين كاديك، لـ”بي بي سي”: “إنها أمراض ضارة للغاية، هذه الطفيليات منتشرة بدرجة عالية وتؤثر على الذين يعيشون في المناطق الفقيرة في العالم. نحتاج إلى مزيد من التقدم”.
وأضاف: “لا نزال نواجه تحديات في توصيل أدوية إلى هؤلاء الناس، كما يمثّل تيسير تكلفة الأدوية على المرضى أولى الخطوات المهمة”، مؤكدًا: “هذا البحث الجديد مهم للغاية، لكن لا يزال يتعين علينا مزيد من العمل”.